
أخبار حياة – أكد الخبير الاقتصادي الدكتور راضي العتوم أن القطاع الصناعي، وكغيره من القطاعات، يستجيب للطلب في الأسواق الخارجية، موضحا أن ذلك يتأثر بمدى قدرة الصناعيين على تسويق أنفسهم، ومن البضاعة التي ينتجونها، ثم مدى منافسة صناعاتنا للصناعات الأخرى التي تصدر لتلك الدول.
وأشار العتوم، خلال حديثه لبرنامج استديو التحليل عبر إذاعة حياة اف ام، إلى أن الأسواق العالمية أصبحت تنافسية بدرجة كبيرة، وأن قدرة الصناعات الأردنية على المنافسة باتت ضعيفة بسبب الارتفاع الكبير والمتواصل في كلفة الطاقة، معتبرا أن هذا العامل كان يجب أن يحظى باهتمام أكبر من الحكومة، لأنه يشكل إشكالية أساسية في قدرة المنتجات الأردنية على التواجد في الأسواق الخارجية.
وقال العتوم، بصعوبة يمكن للصناعة الأردنية أن تنافس، بالرغم من توقيع الأردن 57 اتفاقية تجارية مع دول العالم، إلا أن هناك عجزا تجاريا مع 96 دولة، وهو ما يعكس خللاً واضحا في الميزان التجاري.
وأضاف أن الاستفادة من الاتفاقيات كانت محدودة جدا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت الدولة الأكثر استفادة منها بسبب قدرتنا النسبية هناك، موضحا أن السبب الرئيسي في ضعف الاستفادة من باقي الاتفاقيات يعود إلى ضعف قدرات الصناعات المحلية، وارتفاع كلف الطاقة، وعدم استخدام التكنولوجيا المتطورة، إضافة إلى ارتفاع كلفة العمالة.
وأوضح العتوم أن هذه الأسباب تؤدي إلى ضعف القدرة التنافسية للصناعات الوطنية، سواء في فتح أسواق جديدة أو الحفاظ على الأسواق القائمة، معتبرا أن دور الحكومة، وخصوصا وزارات الصناعة والتجارة والتخطيط، ضعيف ولا يتسم بالتكاتف أو تحمل المسؤولية.
وفيما يتعلق بتنفيذ الاستراتيجيات، قال العتوم إن الإشكالية تكمن في تنفيذ هذه الخطط، رغم أن التخطيط يكون غالبا سليما، إلا أن التنفيذ يتطلب متابعة دائمة، وهذه العملية ترهق العمل العام.
وأشار إلى أن المسؤولين، من وزراء ومدراء وأمناء عامين، يكتفون غالبا بحضور الاجتماعات دون متابعة جدية للقضايا التنفيذية، وهو ما يؤدي إلى غياب التقييم والقياس الفعلي للأداء.
واختتم العتوم حديثه بالتأكيد على أن الحكومة تبدي اهتماما عاما بالإنجاز والتقييم المؤسسي منذ سنوات، إلا أن الواقع يثبت أن الإنجاز ليس من أولويات الإدارة العامة.