أخبار حياة – انتهت امس جولة جديدة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما، بعد أربع ساعات من المناقشات، وفق ما أعلنه التلفزيون الرسمي الإيراني الذي عرض لقطات لوفد طهران وهو يغادر مقر الاجتماع.
وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تحديد موعد الجولة المقبلة في 26 نيسان، على أن تبدأ المناقشات الفنية على مستوى الخبراء يوم الأربعاء المقبل.
وجرت جولة السبت بحضور الوفد الإيراني برئاسة عراقجي، والوفد الأميركي بقيادة المبعوث للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بوساطة سلطنة عمان. ووُصفت الأجواء خلال هذه المحادثات “بالبناءة”، بحسب تصريحات الجانبين ووسائل إعلام إيرانية.
وفي ذات السياق، ذكر موقع “واللا” العبري، أن وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة الاحتلال، رون ديرمر كان متواجدًا في روما، عقب لقاء سابق في باريس جمعه برئيس الموساد دافيد برنياع وويتكوف، لعرض الموقف الإسرائيلي من المفاوضات مع طهران.
وجرت المحادثات في مقر إقامة سفير سلطنة عمان، وفق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الذي أوضح أن الوفدين تواجدا في غرفتين منفصلتين، مع نقل الرسائل بينهما عبر الوسيط العماني.
وهذه الجولة الثانية من المحادثات على هذا المستوى منذ انسحاب الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، الذي كان يهدف إلى تخفيف العقوبات مقابل تقليص البرنامج النووي الإيراني.
وخلال فترة ولايته، أعاد ترامب فرض العقوبات ضمن سياسة “الضغوط القصوى”، وردّت طهران بالتراجع التدريجي عن التزاماتها.
وفي آذار الماضي، كشف ترامب عن رسالة وجّهها لطهران بشأن التفاوض، ملوّحًا بخيار عسكري في حال الفشل بالوصول إلى اتفاق، رغم تأكيده بأنه “ليس في عجلة من أمره”.
من جانبه، عبّر عراقجي عشية المحادثات عن “شكوك جدية” تجاه النوايا الأميركية، لكنه أصرّ على المشاركة. كما أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عبر منصة “إكس” إلى أن “الطريق إلى اتفاق لا يخلو من العقبات”.
وتتهم دول غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، بينما تؤكد طهران أن برنامجها لأغراض مدنية فقط. ووفق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، فإن إيران “ليست بعيدة” عن امتلاك قنبلة نووية، وتخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي أعلى بكثير من النسبة المسموح بها في الاتفاق.
ودعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الدول الأوروبية لتفعيل “آلية الزناد” التي قد تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيًا.
وتُصر طهران على حصر المفاوضات في الملف النووي ورفع العقوبات، معتبرة أن قدراتها الصاروخية ونفوذها الإقليمي “خطوط حمراء”، وحذر عراقجي من “مطالب غير واقعية”، ردًا على دعوة أميركية لتفكيك البرنامج النووي بشكل كامل.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد شدد على أن برنامج إيران الصاروخي غير قابل للنقاش ضمن هذه المحادثات