«وول ستريت» تدفع ثمناً باهظاً لـ «الصراع العلني» بين ترامب وجيروم باول

أخبار حياة – دفعت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» ثمن الصراع العلني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بعد أن شن الأول هجوماً حاداً على الثاني، الأمر الذي أثار تساؤلات جوهرية حول مدى استقلالية البنك المركزي الأمريكي في ظل السياسات التي ينتهجها ترامب ومدى قدرته على كبح جماحه.
وعانى مؤشر «داو جونز» الصناعي بشدة خلال التداولات، حيث فقد أكثر من 1280 نقطة بانخفاض نسبته 3.27 %، كذلك شهد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تراجعاً حاداً ونزف أكثر من 174 نقطة منخفضاً بنسبة 3.3 %، كذلك انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 3.49 % فاقداً أكثر من 567 نقطة.
كذلك انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة «العظماء السبعة» بشكل حاد، حيث خسرت شركتا «تسلا» و«إنفيديا» 7 % و5 % على التوالي. وتراجعت أسهم «أمازون» بنسبة 4 %، بينما تراجعت أسهم «أدفانسد مايكرو ديفايسز» و«ميتا بلاتفورمز» بنسبة 3 %، كما انخفضت أسهم شركة «كاتربيلر» لتصنيع المعدات بنسبة 3 %.
وفي منشور على موقع «تروث سوشيال»، ادعى ترامب أن الاقتصاد سيتباطأ ما لم يخفض جيروم باول، الذي وصفه بـ«السيد متأخر جداً، خاسر كبير»، أسعار الفائدة على الفور. يأتي هذا عقب منشور آخر الأسبوع الماضي دعا فيه ترامب الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة، بل وألمح إلى إقالة باول، وهو أمر صرح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، بأن فريق الرئيس يدرسه.
وانخفضت الأسهم إلى أدنى مستوياتها خلال الجلسة بعد منشور ترامب، كما تعرض الدولار لضغوط، مسجلاً أدنى مستوى له في ثلاث سنوات مع تصاعد التهديدات. في غضون ذلك، ارتفع الذهب إلى مستويات قياسية فوق 3400 دولار للأونصة.
وكتب آدم كريسافولي من «فايتال نولدج»: يواجه المستثمرون مصدراً جديداً للقلق الكلي: تهديدات ترامب لاستقلال الاحتياطي الفيدرالي. وأضاف: يرتبط هذا التهديد بحرب ترامب التجارية، حيث يضطر باول وزملاؤه إلى البقاء على الحياد بسبب احتمال ارتفاع التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من تقلبات السوق الأخيرة وتزايد مخاطر انخفاض النمو.
وكتب كريسافولي: يشير التراجع المتزامن في الأسهم والدولار الأمريكي وسندات الخزانة إلى أن حرب ترامب التجارية قد أطلقت شرارة نزوح جماعي من الأصول المالية الأمريكية، وهو نزوح لا يمكن لأي قدر من المفاوضات أن يوقفه.
كما تضررت ثقة المستثمرين بسبب عدم إحراز تقدم في التجارة العالمية. بل على العكس، يبدو أن التوترات مع الصين قد ازدادت، حيث حذرت بكين الدول الأخرى من إبرام أي صفقة مع الولايات المتحدة من شأنها أن تضر بها. انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 8 % منذ 2 أبريل عندما أعلن ترامب عن سلسلة من الرسوم الجمركية على الواردات من دول أخرى. وخسر مؤشر «ناسداك» ما يقرب من 10 % خلال تلك الفترة، وانخفض مؤشر «داو جونز» بنسبة 9 %.