ماذا قال إيلون ماسك عن الرسوم الجمركية وتأثيرها على تسلا؟

أخبار حياة – قال الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، في تعليقه على نتائج أعمال الشركة خلال الربع الأول من العام، أن اتخاذ قرارات تتعلق بالرسوم الجمركية “أمر يعود بالكامل لرئيس الولايات المتحدة”.
وأضاف ماسك إنه يقدم نصائحه بهذا الشأن، لكنه أوضح أيضاً أنه كان صريحاً في معارضته للرسوم الجمركية، قائلاً: “أنا لا أحب الرسوم المرتفعة أو غير المتوقعة، لكن اتخاذ القرار في هذا الشأن يعود إلى الرئيس”.
وأضاف ماسك أن “تسلا” في وضع أفضل نسبيا مقارنة بمصنّعي السيارات الأمريكيين الآخرين، بفضل سلاسل التوريد المحلية التي أنشأتها الشركة في أمريكا الشمالية وأوروبا والصين، مشيرًا إلى أن “تسلا هي أقل شركة سيارات تأثراً بالرسوم الجمركية في معظم النواحي”.
رغم ذلك، جاءت نتائج الشركة مخيبة للآمال، حيث سجّلت انخفاضًا بنسبة 20% في عائدات قطاع السيارات على أساس سنوي، وتراجعا حادا في صافي الدخل بنسبة 71%. كما أعلنت الشركة أنها لن تقدم أي توقعات لأداء عام 2025 حتى تحديث الربع الثاني.
وبينما يُعتبر ماسك من أقرب مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن ملف الرسوم الجمركية يشكل أحد نقاط الخلاف القليلة بينهما، وقد وصف ماسك مؤخرًا كبير مستشاري ترامب التجاريين، بيتر نافارو، بأنه “أحمق” و”أغبى من كيس حجارة”، على حد تعبيره.
وفي حديثه إلى المستثمرين، أشار ماسك إلى أنه في حال قامت دولة ما بممارسات جمركية “انتقامية”، أو إذا قدمت الحكومة دعماً مالياً مفرطاً لصناعة معينة، “فلا بد من اتخاذ خطوات لموازنة ذلك”.
وكان سهم “تسلا” قد تعرض لضغوط شديدة منذ إعلان الرئيس الأمريكي عن خطط لفرض رسوم جمركية واسعة النطاق مطلع هذا الشهر، وذلك بعد هبوطه بنسبة 36% في الربع الأول، وهو أسوأ أداء فصلي للسهم منذ عام 2022.
ورغم أن سيارات “تسلا” تُصنَّع محلياً وتُباع في السوق الأمريكية، ما يُجنّبها التعرض للرسوم البالغة 25% التي فرضها ترامب على السيارات المستوردة، إلا أن الشركة تعتمد على توريد مواد ومكونات رئيسية من دول مثل الصين والمكسيك وكندا، وتشمل هذه المواد الزجاج الخاص بالسيارات، ولوحات الدوائر الإلكترونية، وخلايا البطاريات، ومعدات التصنيع.
وقال ماسك إنه يُدلي بنصائحه للرئيس بشأن السياسات التجارية، لكنه أوضح: “هو يستمع لنصيحتي، لكن القرار في النهاية بيده. وأنا كنت دائمًا من المؤيدين للرسوم المنخفضة”.
وأكد ماسك دعمه لما وصفه بـ”هياكل رسوم جمركية يمكن التنبؤ بها”، و”حرية التجارة، وخفض الرسوم الجمركية بشكل عام”.
وأشار إلى أن قطاع الطاقة في “تسلا” يتأثر بشكل “مبالغ فيه” بالرسوم، نظراً لاعتماد الشركة على استيراد خلايا بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم من الصين.
وكشف أن “تسلا” بدأت في تشغيل معدات لإنتاج هذه الخلايا محلياً في الولايات المتحدة، لكنه أقر بأن الطاقة الإنتاجية المحلية لا تغطي إلا “جزءا بسيطا من إجمالي احتياجات الشركة”.
وأوضح أيضاً أن “تسلا” تسعى لتوسيع شبكة التوريد من مصادر خارج الصين، إلا أن ذلك “سيستغرق بعض الوقت”.
وختم ماسك بالإشارة إلى أن “تسلا” هي أكثر شركة سيارات تعتمد على التكامل الرأسي في سلاسلها الإنتاجية، لكنه أقر بوجود عدد كبير من المواد التي لا تزال تستوردها من الخارج، قائلاً: “حتى وإن بنينا مصفاة لليثيوم في تكساس، فنحن لم نبدأ بعد بزراعة أشجار المطاط أو تعدين الحديد بأنفسنا”.