
غياب النخب السياسية وتراجع الأحزاب يهددان مشروع التحديث السياسي
الأحزاب لم تصل إلى الشارع وتم بناؤها على فكرة المقاعد النيابية
أخبار حياة – قال أمين عام حزب النهج الجديد، الدكتور فوزان البقور، إنه لا توجد نخب سياسية حالية قادرة على إحداث فارق سياسي، مستدلًا على الأزمة التي عصفت بالمملكة خلال الأيام الماضية.
وأضاف في حديثه لبرنامج صالون حياة، عبر أثير إذاعة حياة اف ام، أن الحوار السياسي الناضج لا يبنى على الصوت العالي وعدم تقبل الرأي الآخر، ولا يتم التعبير عنه “بالهيزعية” والشعارات المتحجرة.
دور النخب السياسية في الماضي
وأكد البقور أن النخب السياسية سابقًا كانت تحدث فارقًا كبيرًا وتترك بصمة واضحة من شأنها تهدئة أي خلافات والخروج بصورة تليق بحجم الوطن، من خلال الحوار مع الجميع بما يخدم المصلحة العامة.
فشل الأحزاب في إقناع الشارع
وحول أسباب عدم نجاح الأحزاب في إقناع الشارع الأردني بتجربة التحديث السياسي، أوضح أن هذا الفشل يعود إلى عدة عوامل، يقع جزء كبير منها على عاتق النخب السياسية.
وأشار إلى أن بعض أصحاب المعالي والسياسيين البارزين انضموا إلى الأحزاب دون أن يكون لهم أثر حقيقي، ربما لعدم قناعتهم بنضوج التجربة خلال هذه الفترة القصيرة.
وتابع أن عدم التنظيم الحزبي والتشتت خلال الأيام الماضية كان من الأسباب الرئيسية لتراجع الإيمان بالتجربة الحزبية النيابية، وقدرتها على الوصول إلى حكومة منتخبة.
هل تأسست الأحزاب فقط من أجل المقاعد النيابية؟
وتساءل البقور: هل فكرة الأحزاب بنيت فقط على السعي للحصول على مقاعد نيابية؟
وأشار إلى أن غالبية الأحزاب وأعضائها أسسوا انتماءهم على قاعدة الفوز بمقعد نيابي، ثم تلاشى بعدها نشاط الحزب وقربه من الشارع.
وأضاف: “لم نر حزبًا من الأحزاب التي حازت على مقاعد نيابية ينظم جولات شعبية بعد الانتخابات لمناقشة قضايا وطنية أو التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.”
غياب تطبيق البرامج الحزبية
وأشار البقور إلى أن البرامج التي روج لها أثناء الحملات الانتخابية لم يعد لها وجود على أرض الواقع، ولم يُنفذ منها شيء بعد الفوز بالمقاعد النيابية.
وفي حديثه عن دور الحكومة تجاه الأحزاب، قال البقور إن الحكومة كانت تروج بصورة لافتة لفكرة الانتساب الحزبي قبل الانتخابات، لكن دورها تضاءل بعدها بشكل كبير.
وأضاف أن علاقة الحكومة بالأحزاب أصبحت تتسم بالفتور، مما يوحي بعدم اقتناع الحكومة نفسها بدور الأحزاب في تحديث المنظومة السياسية.
تجاهل الأحزاب غير الممثلة في البرلمان
وأشار البقور إلى أن الحكومة، في اجتماعاتها مع الأحزاب، ركزت فقط على الكتل النيابية الحزبية، دون الاهتمام بالأحزاب التي لم تحصل على مقاعد.
ضعف نتائج الانتخابات النيابية
واعتبر البقور أن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة كانت متواضعة، ولم تلبِّ طموحات المواطن، ولم ترتقِ إلى المستوى السياسي المنشود الذي كان يُفترض أن ترسمه التجربة الحزبية.
وأكد البقور أن التجربة الحزبية تحت القبة بحاجة إلى إعادة تقييم وفلترة، موضحًا أن التصورات الأولية للتجربة كانت ناجحة، لكن التطبيق على أرض الواقع لم يحقق الأثر المطلوب.
الحاجة إلى مراجعة شاملة
وشدد على ضرورة قيام مؤسسات الدولة بمراجعة شاملة للتجربة الحزبية، مع التركيز على تطوير أداء مجلس النواب بوصفه المعني الأول بإنجاح منظومة التحديث السياسي التي أكد عليها جلالة الملك عبد الله الثاني.
وبيّن البقور أن مجلس النواب الحالي، رغم عدم إكماله عامه الأول، فشل في إقناع المواطن الأردني بأن الحزب السياسي قادر على تقديم حلول عملية وتنظيم العلاقة مع الحكومة وفق أسس رقابية وتشريعية فعالة.
انتقاد العمل النيابي القائم على المساعدات
وانتقد البقور توزيع الحكومة كوبونات مساعدات خلال شهر رمضان، مؤكدًا أن العمل النيابي لا ينبغي أن يُختزل بالمساعدات العينية البسيطة، وأن هذه التصرفات تعزز الصورة التقليدية للنائب الخدمي، وهو ما يتعارض مع مفهوم التحديث السياسي.
وتحدث البقور عن غياب دور الكتل الحزبية تحت القبة في مناقشة التحديات الاقتصادية، لا سيما الرسوم الجمركية المفروضة من الإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن جلالة الملك كان يواجه هذه التحديات منفردًا، دون دعم فاعل من السلطة التشريعية.
نقد الأداء النيابي تحت القبة
وأكد البقور أن المجلس النيابي كان من المفترض أن يكون شريكًا في متابعة خطط الملك، بدلًا من الاكتفاء بالاستعراض والكلام الشعبوي.
وأضاف: “في المجلس الحالي، لم نصل إلى المستوى السياسي الحقيقي، وبقينا أسرى النهج القديم القائم على تقديم الخدمات الفردية فقط.”
لمشاهدة الحلقة كاملة… برنامج صالون حياة مع أمين عام حزب النهج الجديد د. فوزان البقور اضغط هنا