رغم النفي.. ما خفايا الدور الإسرائيلي في انفجار ميناء “رجائي” الإيراني؟

أخبار حياة – اعتبر خبراء أن النفي الإسرائيلي بشأن عدم وجود أي دور لتل أبيب في انفجار في ميناء الشهيد رجائي الإيراني، يحمل كثيرًا من التساؤلات والدلالات، فيما يتضاعف الغموض بشأن الانفجار، مع حديث مصادر استخباراتية لشبكة “CNN” الأمريكية ولصحيفة “معاريف” العبرية عن وصول الميناء 2000 طن من مادة كيميائية.
وتعتبر هذه المادة المكون الرئيسي في الوقود الصلب الذي يغذي الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى، وتستخدمها طهران في إنتاج الوقود الصلب، لصواريخ “خيبر” و”حاج قاسم”.
ووقع الانفجار “الغامض”، يوم أمس السبت، في ميناء الشهيد رجائي الإيراني، الواقع قرب مدينة بندر عباس الساحلية، ما أسفر عن وقوع 40 قتيلًا على الأقل، وأكثر من 1000 جريح.
ورغم أن إسرائيل المستفيد الأكبر مما حدث، إلا أن هناك أصواتا تستبعد تورطها بالذات مع نفيها شبه الرسمي غير الاعتيادي.
ضربة مؤثرة
ورأى الدكتور أيمن سلامة، ضابط الاتصال السابق لحلف شمال الأطلسي “الناتو” في البلقان، أن “حادث الميناء يشكل ضربة مؤثرة في العمق الإيراني وسيكون له تداعياته ويتجاوز طهران، وتثار علامات استفهام عديدة حول المستفيد”.
وبيّن أنه “إضافة إلى إيران، المتضرر الأكبر، فإن هناك تداعيات اقتصادية وجيوسياسية قد تطال أطرافًا أخرى، أبرزها الصين، بصفتها الشريك التجاري الأكبر لإيران والمستثمر الرئيسي في بنيتها التحتية”.
ولفت الدكتور سلامة إلى أن النفي الإسرائيلي “شبه الرسمي” للتورط بالحادث، الذي اعتبره غريبا عن العادة الإسرائيلية في مثل هذه الأحداث، يمكن فهمه في سياقين رئيسيين. أولًا، قد يعكس حجم الضربة وتداعياتها المحتملة رغبة إسرائيل في النأي بنفسها عن عمل قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع لا تخدمه مصالحها بالضرورة في الوقت الحالي، فيما يُشير الثاني إلى أن جهة أخرى فاعلة تقف خلف الحادث، أو أن طبيعة العملية كانت مختلفة عن العمليات الإسرائيلية التقليدية”.
ولفت الدكتور سلامة إلى أنه “يمكن أن يكون الحادث رسالة مبطنة من جهة ما، تهدف إلى الضغط على أحد الطرفين (بالإشارة إلى المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية) أو إظهار القدرة على زعزعة الاستقرار الإقليمي في حال عدم تلبية مطالبها”.
حادث اصطناعي
وبدوره استبعد الإعلامي المصري أسامة سرايا، أن يكون أي دور لإسرائيل أو الصين بالحادث، رغم أنها مستفيدة منه، لافتًا إلى أنه “يندرج ضمن الحوادث الاصطناعية، التي باتت ظاهرة معتادة في إيران”.
وبيّن أن “الحادث يتفق مع رؤية منظمة مجاهدي خلق المعارضة، حول أن الانهيار والفوضي يسيطران على الداخل الإيراني، وهذا سبب أساسي فيما يتم رصده في إيران ما بين الحين والآخر”.
وأشار أسامة سرايا إلى أن “تفجير مرفأ بيروت مختلف عن تفجير ميناء الشهيد رجائي، فالتفجير اللبناني من جرائم ميليشيا “حزب الله” والفساد والتهريب ومحاولات التمويه على جرائم أخرى، أمور واضحة فيه، لكن الأمر مختلف في التفجير الإيراني، فيحمل مسؤوليته للتفسخ الداخلي، وترتيبات المعارضة الخفية والعناصر الداخلية للمرحلة المقبلة بعد التخلص من النظام الحالي”.
رسالة ردع
ومن جهته، رأى الخبير المصري في الشؤون الدولية محمد حسن الألفي، أنه “من المؤكد ضلوع واضح لإسرائيل في تفجير الميناء الإيراني، فهو رسالة ردع جديدة لإيران”.
واعتبرها الألفي أيضًا “رسالة مراجعة للصين، لانخراطها في البرامج والخطط العسكرية لعدة دول بالشرق الأوسط وليس إيران فقط، رغم تعبير تل أبيب عن قلقها لبكين”، مبينًا أن “الحادث يمثل تعاملًا خاصًا مع حالة الرفض الأمريكي لضربة مشتركة بين واشنطن وتل أبيب ضد البرنامج النووي الإيراني”.
ورجح الألفي أنه “من الممكن أن يكون هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لاستخدام كل الأوراق ضد إيران دفعة واحدة، بين الدبلوماسية والحرب النفسية والتعامل الإرهابي العنيف، وبالتالي لا يستطيع النظام الإيراني الضعيف التعامل مع كل هذا، ويصبح فريسة سهلة في يد الحليفين”.
ولفت المحلل المصري إلى أن “إسرائيل نفذت الكثير من العمليات السرية، التي اعترفت بها بعد ذلك، والتي لم تعترف ببعضها حتى الآن، أسقطت خلالها علماء وقيادات، ولديها عملاء كثيرون في مفاصل النظام الإيراني”.
ونوه إلى أن “النفي الإسرائيلي أمر غير اعتيادي بالفعل، وجاء لرفع الحرج عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، ولو بالاتفاق، ولو لم يكن بالاتفاق، فحتى لا يغضب ترامب من إسرائيل، خاصة أن هناك قلقاً ما حتى لو كان متفقاً عليه”.
إرم نيوز