ليست هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها
الأردنيون امتحانًا سياسيًّا، ومن المؤكد أن هذا الاختبار لن يكون الأخير. فالأردن
الصغير بحجمه ظل كبيرًا بدوره، وعصيًّا بمكانه ومكانته، كبؤرة مستقرة، وسط محيط من
الأزمات والصراعات، التي زعزعت استقرار دول أكبر مساحة، وأكثر مواردَ، وأرسخ تجربة.
كان الاستقرار السياسي على الدوام أهم موارد
الأردن، وأغلى ثرواته. به استطاع أن يتجاوز الجغرافيا التي حشرته بين قوى متنافسة،
حتى لا نقول متصارعة، وبه حفظ مكانه في تاريخ المنطقة حين حافظ على استقراره وسط
محيط سياسي مضطرب طوال قرن من الزمان، ونجح في إيجاد مكان مهم له بين دول المنطقة،
ودور مؤكد بين اللاعبين الكبار فيها.