الباحث في الفكر السياسي البشري، يلحظ التوجس
كأحد المظاهر المصاحبة للتطوير والاصلاح السياسي، وهو توجس مبرر، لأن أي دعوة
للتغيير والتطوير، تثير تساؤلات ومخاوف الأفراد والجماعات على مكتسباتهم ومستقبلهم
السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا مفهوم ومشروع، فأكثر سيرورات الإصلاح نجاحا
هي تلك التي تستطيع أن تجعل الاصلاح والتطوير “مكسبا” للجميع، وغاية تصب وتراعي
تكافؤ الفرص للجميع وتحقق الطمأنينة، والاخيرة هذه مبدأ دستوري تلتزم الدولة
بتحقيقه سندا لأحكام الدستور، حيث نصت المادة 6/3 منه: “ … وتكفل الطمأنينة وتكافؤ
الفرص للجميع”.