الأردن وقواعد اللعبة السورية

يواجه الأردن تهديداً استراتيجياً جديداً على الحدود الشمالية، وصفه قادة عسكريون بالحرب الحقيقية، مع تجّار المخدّرات الذين تحولوا من مجرد مافيات صغيرة ومجموعات منذ أعوام إلى شبكة عسكرية وأمنية تستند إلى استراتيجية طويلة المدى في تحويل الحدود الشمالية إلى منطقة حيوية لتجارة المخدّرات، والهدف ليس الأردن، بل دول الخليج العربي التي تمثل، وفقاً لهذه المصالح الإقليمية، سوقاً كبيرة.

أدت العمليات والاشتباكات المستمرّة بين ضباط الجيش وعصابات التهريب إلى استشهاد عسكريين في بداية العام الحالي وإصابة آخرين، ولم تتوقف بعدها محاولات التهريب ولا الاشتباكات، بالرغم من الجهود الدبلوماسية الأردنية مع النظام السوري، إذ وصل السياسيون الأردنيون إلى قناعة بأنّ المسألة ليست قراراً سياسياً في دمشق بقدر ما تمثّل شبكة إقليمية يُعتقد، أردنياً، أنّ هناك قواتاً سورية مشتركة فيها، ومنها شبكة قريبة من المليشيات المدعومة من إيران.

أخطر ما في الأمر أنّ التقارير العسكرية تؤكد أنّ هنالك تموضعاً وقواعد عسكرية يجري إنشاؤها بالقرب من الحدود الشمالية للمليشيات الإيرانية. ومعروف أنّ جزءاً من عمليات تمويل هذه العمليات الإقليمية هو من خلال تهريب المخدّرات التي تشكل مصدر دخل كبير لهذه القوى الإقليمية، والأهم أنّ هنالك احترافاً كبيراً في عملية التهريب بما في ذلك استخدام طائرات من دون طيّار!

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات