ثبات القيم

في مشهد درامي يقف الشاب أمام مبعوث الخديوي ليسأله الأخير كيف أجد ذاتي؟ فيجيب: تجد نفسك بأن ترضى وتحب وتغفل؛ ترضى بحالك وتحب نفسك وتغفل عن أذى الناس. فأردف مبعوث الخديوي قائلًا: مولانا الخديوي عباس يعشق مصر، هو لا يحكمها فقط بل يهيم فيها غرامًا، فيردّ الشاب: العاشق مبتلى، هذا حكم اللّه في العشاق، والعاشق حاكم عادل. فيقول المبعوث: «الإنجليز لا يحبون مولانا الخديوي عباس ويضغطون عليه، لذا أحتاج منك ورقة (حجاب) شيءٌ يحمي مولانا الخديوي من كيد الإنجليز؛ تحصين يعني». فيردّ الشاب باستغراب: تحصين! ومن حصّن سيدنا عمر ومن حصّن سيدنا علي؟…هؤلاء أشخاص كانت أرواحهم أقوى من أي حجاب ومع ذلك استشهدوا. استشهدوا ولكن لم يموتوا؛ والخديوي لو محبوب ليبقى محبوبا وليحدث ما يحدث، هذا حصنٌ كبيرٌ جدًا؛ فالانجليز ماذا سيفعلون بالمحبوب، يستطيعون إزالته، لكن لن يستطيعوا إزالة محبته من قلوب الناس.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات