أخبار حياة – تراوح مشكلة تسرب مياه الشرب من خطوط الشبكة بالكرك مكانها متسببة بهدر كميات كبيرة من المياه بالشوارع، في وقت لا تزال الاستجابة الحقيقية من قبل الأجهزة المعنية بشركة مياه العقبة التي تتولى إدارة مرافق المياه بالكرك ضعيفة.
وتتذرع الأجهزة المعنية بسلطة مياه الكرك ووزارة المياه بالكلفة المرتفعة لإعادة تجديد شبكات المياه المهترئة بالمحافظة والتي تعود في إنشائها إلى أكثر من 50 عاما مضت.
وتشهد مختلف مناطق المحافظة بشكل متكرر تسربا كبيرا للمياه من خطوط الشبكة على جوانب الشوارع بعد تعرضها للكسر أو التخريب أو الاهتراء بسبب قدمها وتردي اوضاعها دون أن يتم اصلاح الكسر بشكل فوري أو حتى بعد أيام، وفق سكان.
وبحسب العديد من السكان وتصريحات رسمية سابقة لمسؤولين بوزارة المياه وفي مقدمتهم وزير المياه محمد النجار، فان هناك فاقدا كبيرا بالمياه في محافظة الكرك ويحتاج إلى كلفة مالية كبيرة لمعالجته.
ووفق التصريحات، فان نسبة الفاقد للمياه من شبكة المياه بالكرك تزيد على 65 بالمائة من كميات الضخ الكلية والتي تعاني اصلا من ضعف التزويد وخصوصا في موسم الصيف.
ورغم النقص الكبير في كميات المياه الواصلة إلى منازل المواطنين والتي تشكل حالات التسرب سببا رئيسا لها، إلا أن هذه الحالات لم تجد من يقوم بإصلاحها وتبقى نقاط التسرب المائي لعدة أيام رغم إبلاغ المواطنين للجهات المعنية.
ويؤكد المواطن أحمد المطارنة من سكان الكرك أن أحد خطوط المياه الرئيسة تعرض للكسر منذ أكثر من عشرة أيام، ولا تزال المياه تتسرب منه وبكميات كبيرة الى الشارع الرئيس المحاذي للخط، من دون أن يتم إصلاحه.
وأشار إلى أنه قام بالاتصال اكثر من مرة بأرقام شكاوى المياه بالمحافظة ومحاولة الاتصال مع المسؤولين بسلطة المياه بالكرك دون أن يكون هناك أي نتيجة، لافتا إلى أن الخط المكسور يهدر كميات كبيرة من المياه بالشارع وهو ما يعني أن تلك الكميات لن تكون في خزانات المواطنين الذين يعانون من نقص التزويد المائي.
وقالت السيدة أم بلال في بلدة الثنية إن احد خطوط توزيع المياه بالمنطقة مكسور منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وتتسرب المياه منه إلى الأراضي المجاورة، وقام السكان المجاورون بالاتصال أكثر من مرة مع الجهات المعنية بهدف إصلاح العطل دون جدوى.
وأشار رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية خالد الضمور الى أن هناك تقصيرا كبيرا في معالجة مشكلة نقص المياه بالكرك وهي التي تعاني شبكاتها من الاهتراء، وفق ما يصرح به مسؤلون بالمحافظة وبالوزارة، لافتا إلى أن تلك الحالة لم تجد حتى الآن من يعالجها بسبب كلفتها العالية كما يتحدث كل مسؤول، مطالبا بتحديث شبكة المياه حرصا على مصادر المياه بالكرك.
من جهته، لم يجب مدير إدارة المياه في محافظة الجنوب بشركة مياه العقبة المهندس محمد المحاميد، للحصول على تصريح بخصوص الموضوع، إلا أن المحاميد كان قد أكد في تصريح سابق خلال اجتماع للفاعليات الشعبية بالكرك لمناقشة وبحث أزمة المياه أن من بين أهم أسباب أزمة المياه بالمحافظة قدم شبكة المياه ووجود فاقد بنسبة تصل إلى 66 %، وهي أعلى نسبة بين محافظات المملكة وتعود لعوامل مختلفة من بينها الفقدان والتسرب والتعديات على خطوط المصادر الرئيسة.
وأشار المحاميد إلى أن عمر الشبكة في بعض المناطق يعود إلى حوالي 50 سنة ماضية، وهي تحتاج في منطقة المرج شرقي مدينة الكرك وحدها لحوالي 10 ملايين دينار لإعادة تأهيلها، لافتا إلى أن مناطق تزويد المياه بالكرك هي آبار الغوير ومحي والسلطاني واللجون، وبعد الضخ يوجد حوالي 250 مترا مكعبا /الساعة لا تتجدد، وهي تعني اختفاء كميات من المصدر لا يمكن تعويضها.
وكان المحاميد وعد بعد توضيحه واقع المياه الصعب بالكرك، بإنهاء مشكلة المياه نهائيا مع بداية شهر آب (أغسطس) الماضي.
في ذات الوقت، أكد مصدر في مديرية سلطة المياه بالكرك أن جميع الشكاوى التي ترد لقسم الشكاوى يتم متابعتها، مستبعدا أن يكون هناك أي إهمال لنقاط التسرب التي يتم التبليغ عنها من قبل المواطنين.
وأضاف أن كوادر المديرية تبذل قصارى جهدها من أجل استدامة الخدمة للمواطنين، مقرا بوجود ضعف في شبكة المياه وحاجة خطوط عدة إلى الصيانة، موضحا أن المديرية تعمل ضمن إمكاناتها المتاحة والمتوفرة.