سميح المعايطة
انسحبت إسرائيل من غزة لأنها عبء ثقيل على الاحتلال أمنيا وسكانيا، وتركت للفلسطينيين هناك إدارة شؤونهم لكنها أبقت مفاتيح غزة وشرايين الحياة في يدها، وتحولت غزة بعد عدة محطات فلسطينية إلى جغرافيا فلسطينية تحت قيادة حماس كما هي الضفة جغرافيا أخرى تحت إدارة حركة فتح.
وتجذر استقلال غزة عن الضفة وليس عن الاحتلال جعل الضفة الغربية وحدة سياسية يمكن التفكير بها بشكل مختلف في أي مسار حل قادم، فالضفة التي دخلت تحت حكم الأردن نتيجة وحدة الضفتين التي لم تجد اعترافا عربيا ولا دوليا إلا من ثلاث دول في حينه خرجت عمليا قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967 عندما أنشأت القمة العربية عام 1964 منظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت فكرتها إنشاء كيان فلسطيني يمثل الجغرافيا والسكان الفلسطينيين، وبعد احتلال الضفة كان ظهور الفصائل الفلسطينية والتي أراد بعضها إسقاط النظام الملكي في الأردن وإنشاء دولة فلسطينية في الأردن في بداية السبعينيات، وكانت تلك المحاولة أول محاولة عملية وبالسلاح لإنشاء الوطن البديل.