أخبار حياة- تزامنا مع عودة المدارس وانخفاض درجات الحرارة وبرودة الطقس، يحتاج الطلبة لبيئة آمنة تمنع انتشار الفيروسات المتعددة، ومنها: فيروس الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، إذ إن العديد من أمراض الشتاء تنتقل بين الأطفال بشكل أسرع.
تعيش أم فادي مخاوف انتقال العدوى والأمراض التي تحدث عادة بعد عودة أطفالها الثلاثة إلى المدرسة، إذ يعاني ابنها الأكبر من مشاكل رئوية وتنفسية، ما يجعل أي مرض مهما كان خفيفا ذا أثر كبير عليه.
تقول: “دائما ما أعيش حالة فزع وخوف من إصابة أبنائي بالأمراض وتحديدا التنفسية، فينقلب البيت وكأنه قسم طوارئ، تخوفا من انتقال العدوى لإبني الكبير وبالتالي إصابته بصعوبة التنفس، لذلك أحاول قدر المستطاع في فصل الشتاء عدم وجوده في تجمعات كبيرة، وأيضا أكثر حرصا على عدم مخالطة المرضى، لتقليل فرص انتقال العدوى قدر المستطاع”.
وتستغرب كيف أن هناك أهال غير واعين بخطورة تواجد أبنائهم المصابين برفقة الآخرين، مبينة أن هناك أهال يصرون على التزام أبنائهم المصابين بالذهاب للمدرسة رغم معرفتهم بإمكانية نقل العدوى.
ويؤكد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية د. عبد الرحمن العناني، أن المناعة أصبحت أفضل أمام الفيروسات المخلوية والإنفلونزا خلال عامي “كورونا”، وذلك لانضباط الناس بالابتعاد عن التجمعات الكبيرة، والتخلي عن عادات السلام بالبيد والتقبيل عند السلام، وإلى جانب ارتداء الكمامات.
واليوم وبعد أن خفت وطأة العدوى بفيروس “كورونا”، عادت الناس لهذه العادات والتي وصفها بالسيئة، لأنها السبب في الكثير من الأمراض، فقلت مناعة الجسم، ما جعل الكثيرين يعانون الإصابة بالأمراض المعدية في هذا الموسم.
وينصح العناني بالابتعاد عن التجمعات، والتخلي عن العادات السيئة وارتداء الكمامات وغسل اليدين باستمرار، واستخدام الكحول قبل مشاركة أي شيء مع أحدهم خوفا من انتقال العدوى أو التخفيف منها.وينصح بإعطاء مطعوم الإنفلونزا الآمن منذ عمر الستة أشهر وأكثر، لما له العديد من الفوائد في تخفيف الإصابة بالأمراض الفيروسية، وشرب السوائل الساخنة بكثرة.
ويشدد العناني على ضرورة أن يعي الأهل في حال تعرض الأطفال الذين يذهبون إلى الحضانات وبالصفوف الأولى من المدرسة لعدوى المرض بأن يلزموا البيت لحين الشفاء، وذلك للتقليل من تفشي الأمراض والفيروسات، فهذه أمراض سريعة الانتشار، ومن الضروري أن يأخذ المريض قسطا من الراحة، خصوصا أن مناعتهم تكون ضعيفة وخوفا من التقاط عدوى جديدة.
اختصاصية التغذية ربا العباسي، تؤكد أن مناعة الفرد الأولى تبدأ من الغذاء السليم، ما يعني أن على الأهل أن يكونوا أكثر وعيا فيما يقدمون لأولادهم، باختيار غذاء صحي يقي أبناءهم من الأمراض، وتخفف أعراضه عليهم، وأهمها فيتامين د، إذ يمكن الحصول على فيتامين د بسهولة من أشعة الشمس لتعزيز مناعة الجسم، ويمكن الحصول على فيتامين د من خلال الأطعمة المختلفة الغنية بفيتامين د مثل: الألبان وعصير البرتقال.
وكذلك تقديم الأغذية الغنية بفيتامين سي، ومنها: البرتقال والفلفل الحلو، ويجب الاعتناء بعنصر الزنك الذي يرفع من مناعة الطفل، إذ يحصل عليه من الأطعمة مثل: الفاصولياء والمكسرات.
إلى ذلك، تناول البيض بشكل يومي أو كل يومين، إذ فيه الكثير من البروتين المفيد لصحة الطفل.
وتنصح العباسي بالتقليل من المواد الغذائية التي تقلل من المناعة، وأهمها الحلويات والسكاكر واللحوم المصنعة والنشويات المكررة.
أما المشروبات فتنصح بالكركم، والذي يقوي المناعة، إذ يحتوي الكركم على الكركمين، وهو المادة الفعالة، ويتمتع بخصائص مضادات الأكسدة، ومضادة للميكروبات، يكتفى بتناول كوب واحد من الكركم مع الحليب لتقوية مناعة الطفل وحمايته من الإصابات المتكررة بالأنفلونزا والبرد.
إلى ذلك شوربات الخضار والزنجبيل، فيعتبر الزنجبيل من أفضل الأعشاب التي تزيد من مناعة الأطفال، فهو من أفضل مضادات الفيروسات والفطريات، يمكن للأطفال تناول الزنجبيل مع العسل للحصول على مذاق حلو، وكذلك شوربة البقدونس.
وتضيف، الإكثار من فاكهة الموسم كالبوملي والرمان والقشطة، لما لها من فوائد عديدة في رفع المناعة.
وتنصح كذلك بتنظيم عدد ساعات النوم، وبأن تكون كافية لراحة الجسم، والنوم مبكرا لما له من فوائد عديدة على صحة الانسان، وتحديدا الطفل في طور النمو.
-ديمة محبوبة