أخبار حياة – مجددا، تعود قضية التسمم إلى جرش، بعد أن راجع خلال يومين 106شخصا المستشفى الحكومي يعانون من أعراض تسمم غذائي، ليتبين بعد الكشف والتحقيق انهم تناولوا وجبات غذائية من أحد المطاعم الكبيرة في المدينة.
كالعادة، تسارع الجهات المختصة بإغلاق المطعم وأخذ عينات كاجراء احترازي، مع الحرص على تجهيز فريق طبي مختص لمتابعة الحالات وتقديم الرعاية الصحية لها.
شعار صحة وسلامة المواطن فوق كل شيء، يرفع مع كل حالة تسمم يتعرض لها سكان في جرش، غير إن الاجراءات لا تخرج عن دائرة ردة الفعل التي تناسب حجم الحدث، وتتضمن إغلاقات وأخذ عينات وتكثيف الجولات وتشديد الرقابة الوقتية.
في المقابل ومع تكرار ما يمكن تسميته بـ “لعنة التسمم”، تتجدد الأصوات المطالبة بضرورة تكثيف وتشديد حملات الرقابة على المؤسسات الغذائية وان تكون مستمرة وغير دورية متقطعة لضمان ديموية شعار صحة وسلامة السكان فوق كل شيء.
حادثة التسمم هذه المرة تحمل مفارقة، اذ ان التسمم الغذائي نادرا ما يحدث في اجواء الشتاء البارد، والتي يندر معها تلف الغذاء، غير أنه ومع ذلك فقد تجددت اللعنة.
في محافظة تكررت فيها حوادث التسمم المختلفة خلال السنوات الأخيرة، استدعى ذلك من وزارة الصحة إعلانها في وقت سابق من “البؤر الساخنة”.
اعتبار جرش من “البؤر الساخنة”، جاء على خلفية حادثة تسمم شهدتها بلدة سوف العام الماضي بعد تسجيل 41 إصابة بالتسمم، كما تضمن الإعلان ايضاً، التأكيد على تغيير استراتيجة جمع العينات من المنشآت الغذائية وتخفيضها من أسبوعين لأسبوع واحد، وتكثيف الجولات وزيادة الكوادر الرقابية بالتعاون مع مؤسسة الغذاء والدواء على المنشآت الغذائية.
وكان التصنيف الجديد للمحافظة انذاك، رافقه إثارة الأسئلة عن أسباب تكرار حالات التسمم، وسط مطالبات شعبية بإيلاء “ملف التسمم”، مزيدا من الاهتمام، وألا يكون التعامل وقتي حال ظهور اصابات فقط.
مواطنون ممتعضون، قالوا إن إجراءات الرقابة والتفتيش على المنشآت الغذائية في محافظة جرش تشهد تراخيا، مرجعين أسباب ذلك إلى ايكال هذه المهمة لجهة واحدة هي مؤسسة الغذاء والدواء، إذ لا يسمح لأي جهة أخرى بالتفتيش والمراقبة، فيما تعاني “المؤسسة” من صغر عدد كادرها الذي لا يغطي حاجة المحافظة بمختلف المنشآت والمحال التجارية فيها.
يقول الناشط محمد ليحو في هذا الخصوص، “إن حملات الرقابة والتفتيش على المنشآت الغذائية في محافظة جرش متراجعة بسبب قلة كادر مؤسسة الغذاء والدواء وعدم قدرتهم على تغطية كافة المنشآت التي تقدم الطعام والشراب، مما أدى إلى تهاون أصحاب العمل في تحقيق شروط النظافة والسلامة العامة وتتكرر بين الحين والآخر حالات تسمم في المدينة والعديد من القرى والبلدات”.
ويطالب “أن يتم زيادة الكادر العامل في مكتب جرش وتكثيف حملت الرقابة والتفتيش على المنشآت التي تقدم الغذاء والماء للمواطنين وان لا يتم التهاون في صحة المواطنين خاصة في فصل الشتاء، والذي تتراجع معه الحركة الشرائية وينتج عن ذلك الاحتفاظ بالطعام لعدة أيام اعتمادا على أن الأجواء باردة وإعادة بيعه للمواطنين دون إجراء الفحوصات اللازمة.
في تقرير منشور سابقا حول هواجس التسمم الصيفي بجرش ودور مؤسسة الغذاء والدواء في المحافظة، اكدت “المؤسسة”، “أن كوادر الرقابة والتفتيش في فرع المؤسسة العامة للغذاء والدواء في جرش تضم 6 مفتشين ويتم تعزيز هذه الكوادر بكوادر مساندة من المركز الرئيس للمؤسسة والفروع الأخرى في إقليم الشمال لإجراء مسوحات ميدانية شاملة بشكل دوري وإعادة توزيع الكوادر حسب الحاجة”.
وقالت المؤسسة حينها “أن جهود المؤسسة الرقابية ومتابعتها المستمرة للمنشآت الغذائية كافة مستمرة من خلال الجولات الرقابية الدورية وعملية التتبع والتحري الحثيثة من خلال فرقها الرقابية في فروعها المنتشرة بمختلف محافظات المملكة ومنها فرع جرش”.
بدوره، قال محافظ جرش الدكتور فراس الفاعور إن المتابعة الحثيثة من قبل غرفة العمليات الرئيسة أظهرت أن جميع المصابين تناولوا وجبات غذائية سريعة من أحد مطاعم الوجبات السريعة في مدينة جرش مما استدعى إغلاق المطعم كإجراء احترازي على الفور وتجهيز كادر متخصص في مستشفى جرش الحكومي للوقوف على الحالات ومتابعتها وتقديم أسرع الخدمات الطبية للمصابين.
وبين الفاعور أن صحة المواطن وسلامة الغذاء والماء لا يمكن التهاون فيها وسيتم تشديد الرقابة على كافة المنشآت والتأكد من سلامة المواد الغذائية التي تقدم للمواطنين حرصا على سلامتهم.
وأوضح مدير مستشفى جرش الحكومي الدكتور صادق العتوم أن عدد الحالات التي راجعت المستشفى منذ فجر أمس، بلغت 65 حالة، تم ادخال حالتين وباقي الحالات تلقت العلاج اللازم وغادرت المستشفى ومن بين المصابين أطفال وكبار بأعمار متفاوتة.
وأكد أن جميع الحالات تشترك في نفس الأعراض من مغص وإرتفاع درجات الحرارة وإستفراغ وآلام في المعدة، وقد تلقوا العلاج اللازم وتم جمع العينات من المرضى لغاية فحصها وإرسالها إلى المختبرات الرئيسة من اجل تحديد سبب التسمم بشكل دقيق وواضح.
وبين العتوم أن كوادر المستشفى تعمل على مدار الساعة ما بين استقبال الحالات وتقديم الإجراءات الطبية اللازمة للمرضى ومتابعة الإدخالات داعيا أي شخص يشعر بنفس الأعراض الى مراجعة المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وأوضح انه الجهات المعنية قامت بإغلاق أحد مطاعم الوجبات السريعة في مدينة جرش وتقوم فرق التفقيش من مختلف الجهات المعنية بجمع العينات وعمل الفحوصات اللازمة والتفتيش على المنشآت بهدف التأكد من مصدر التسمم ومعالجة الأوضاع الصحية، حرصا على صحة وسلامة المواطنين.
(الغد – صابرين طعيمات)