مسؤول أوكراني يشير لاحتمال الانسحاب من باخموت وموسكو تتهم كييف بمهاجمة القرم

أخبار حياة – شنت القوات الروسية هجمات مكثفة في جبهة باخموت شرقي أوكرانيا، وقد أقر الجيش الأوكراني بتقدم المهاجمين نحو المدينة الإستراتيجية التي قد تفتح الباب لسيطرة روسيا على بقية المراكز الحضرية في مقاطعة دونيتسك.
وقال الجيش الأوكراني في إيجاز صباحي اليوم الأربعاء إن “العدو يواصل التقدم باتجاه باخموت” التي تتركز عليها حاليا أغلب الهجمات الروسية، وإن محاولة اختراق الدفاعات الأوكرانية حول المدينة لا تتوقف.
وأشار أيضا إلى أن قواته صدت 85 هجوما روسيا على قطاعات أخرى من خط الجبهة في الساعات الـ24 الماضية.
ومع تسارع التطورات الميدانية، قال ألكسندر رودنيانسكي، وهو مستشار اقتصادي للرئيس الأوكراني، في حديث لشبكة “سي إن إن” (CNN) إن جيش بلاده قد ينسحب من باخموت.
وأوضح رودنيانسكي -في تصريحاته اليوم- أن الجيش الأوكراني “سيدرس الخيارات كلها بالطبع”، وأنه “إذا اقتضى الأمر فسينسحب إستراتيجيا. لن نضحي بكل أفرادنا من أجل لا شيء”.
وفي الأثناء، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أوكرانية قولها إن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة تحاول دفع القوات الأوكرانية إلى غربي نهر باخموت.
وإذا تمكنت القوات الروسية من الاستيلاء على باخموت فإن ذلك سيمهد الطريق لها لبسط سيطرتها على ما تبقى من مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، وهي واحدة من المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا إلى أراضيها العام الماضي في خطوة لم يعترف بها الغرب.
وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليغ جدانوف إن القوات الروسية تمكنت من تنفيذ اختراق بين قريتي برخيفكا وياغيدني شمالي باخموت ضمن محاولاتها لتطويق المدينة.
وأضاف في منشورات على منصات التواصل الاجتماعي أن “هذا الاختراق في جبهة باخموت الشمالية يشكل تهديدا واضحا لنا”.
أصعب المعارك
من جهته، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المسائي أمس الثلاثاء بأن المعارك في باخموت تزداد ضراوة.
وقال زيلينسكي إن “المحور الأصعب هو باخموت والمعارك الدائرة للدفاع عن المدينة”، ورأى أن “روسيا لا تبالي بأرواح المقاتلين على الإطلاق وتدفع بهم دفعا إلى الهجوم على مواقعنا وحدة القتال آخذة في التصاعد”.
في السياق نفسه، وصفت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني تمسك قوات بلادها بمدينة باخموت بالقرار الإستراتيجي والعسكري الذي يتخذه “العسكريون الذين لا توجههم الدوافع السياسية”.
وأكدت ماليار -في مقابلة تلفزيونية- أن كييف سترسل وحدات عسكرية إضافية للدفاع عن المدينة.
وقالت “عملية الهجوم الأساسية للعدو تجري حاليا في باخموت والوضع في المدينة صعب ومتوتر. وقرر قائد القوات البرية أولكسندر سيرسكي خلال رحلة أجراها مؤخرا إلى باخموت نقل وحدات إضافية إلى هناك”.
وذكرت أن “أعداد العدو تفوق أعداد المدافعين الأوكرانيين، لكن خسائر المحتلين أكبر بكثير”.
وقد أعلن قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين في الأسابيع الأخيرة السيطرة على عدد من البلدات المحيطة بباخموت. فسقطت سوليدار في يناير/كانون الثاني، ثم كراسنا غورا في فبراير/شباط، ثم قرية ياغيدني التي تقع على تخوم المدينة السبت الماضي.
وعبر هذا التقدم البطيء، قطع الروس 3 من الطرق الأربعة التي تسمح للأوكرانيين بإدخال الإمدادات إلى باخموت ولم يبق متاحا سوى الطريق المؤدي إلى الغرب، باتجاه “تشاسيف يار” التي يحاول الروس التقدم نحوها من الجنوب.
فاغنر تتقدم
وفي آخر المستجدات، قال موقع ريبار العسكري الروسي إن مقاتلي فاغنر تقدموا في الجهة الشمالية الغربية لمدينة باخموت باتجاه خروموفا آخر طرق إمدادات الجيش الأوكراني في المدينة.
وأضاف الموقع أن قوات فاغنر تقدمت أيضا داخل مدينة باخموت من جهة الشرق وأصبحت قريبة من نهر باخموت وتحاول مواصلة تقدمها من الجنوب لإكمال تطويق المدينة.
ونشرت وكالة ريا نوفوستي الروسية صورا قالت إنها للمعارك الدائرة جنوبي باخموت واستهداف القوات الروسية آليات أوكرانية.
ودمرت الحرب جزءا كبيرا من مدينة باخموت التي كان عدد سكانها يبلغ 70 ألف نسمة، وتسبب القتال بخسائر فادحة في كلا الجانبين.
وأكدت السلطات الأوكرانية أن حوالي 5 آلاف مدني، بينهم نحو 140 طفلا ما زالوا في المدينة رغم الخطر.
هجمات بالطائرات المسيرة
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء أن قواتها صدت ما وصفته بأنه هجوم أوكراني واسع بالطائرات المسيرة على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014.
وقالت الوزارة إن الهجوم لم يوقع أي خسائر. وقد أعلنت موسكو في السابق عن هجمات أوكرانية على القرم باستخدام الطائرات المسيرة كان أبرزها ضد أسطول البحر الأسود الروسي المتمركز في ميناء سيفاستوبول.
وتعليقا على هذه الأنباء، قال مستشار للرئاسة الأوكرانية إن بلاده لا تضرب أراضي روسيا بل تشن “حربا دفاعية لتحرير أراضينا”.
وفي وقت سابق، أعلنت روسيا إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية أمس الثلاثاء على مسافة نحو 100 كيلومتر من العاصمة موسكو، في منطقة غير بعيدة عن محطة لضخ الغاز.
وذكرت السلطات الروسية أن 3 مسيّرات أخرى أسقطت في أماكن أخرى في البلاد من دون وقوع أضرار. وقد أوضحت وزارة الدفاع أن الهجمات بالطائرات المسيرة استهدفت مقاطعتي كراسنودار وأديغيا جنوبي روسيا.
ووقعت حوادث عديدة تتعلق بالطائرات المسيرة في الأشهر الأخيرة على الأراضي الروسية، وأحيانا بعيدا جدا عن الجبهة في أوكرانيا، لكن هذه المرة الأولى التي يبلّغ فيها عن حادث مماثل في منطقة العاصمة.
وتنفي السلطات الأوكرانية وقوفها وراء هذه الهجمات، لكن الكرملين قال اليوم إن “مزاعم كييف بشأن عدم استهدافها الأراضي الروسية غير صحيحة”.
من جهة أخرى، أعلن مركز الدفاع الإقليمي التابع لقوات دونيتسك الموالية لروسيا عن مقتل مدني وإصابة 9 آخرين في قصف أوكراني على أحياء سكنية غربي المدينة.
وأضاف المركز أن القوات الأوكرانية استهدفت بقذائف مدفعية وصاروخية مكثفة 6 مناطق سكنية خاضعة للسيطرة الروسية في دونيتسك، ما أدى إلى تضرر 22 منزلا و8 منشآت للبنية التحتية.