اخبار حياة – تسببت قلة تساقط الأمطار للموسم الحالي بعزوف العديد من المزارعين عن زراعة المحاصيل الشتوية والصيفية في لواء الكورة، في وقت بات سيناريو الخسائر الأكثر توقعا بالنسبة لآخرين أقدموا على زراعة أراضيهم بداية الموسم.
وتشهد المحاصيل التي تمت زراعتها في بداية الموسم تأخرا بالنمو، وسط توقع بعض المزارعين بأنه وحتى مع تساقط الأمطار خلال الأيام المقبلة قد لا تنجح هذه الزراعات كونها تأخرت في النمو كثيرا بسبب قلة الأمطار.
وقدر مزارعون أن أكثر من ثلثي الأراضي الصالحة للزراعة، لم يتم زراعتها بمحاصيل هذا الموسم، وعلى الأغلب ستترك من دون زراعة صيفية كذلك.
وتقدر المساحة المستغلة في الإنتاج الزراعي بحوالي 38 ألف دونم، منها 1900 دونم زراعات مروية، والمساحة المزروعة بعلا 36 ألفا و560 دونما.
وحسب مزارعين قاموا بزراعة أراضيهم مبكرا بالمحاصيل الشتوية كالقمح والشعير والكرسنة والبصل، فانهم سيتكبدون خسائر كبيرة بسبب عدم نمو محاصيلهم حتى الآن بالشكل المطلوب، حيث إن معظم المحاصيل ما زالت بطور النمو البطيء وبالتالي سيتم بيع المحاصيل لرعي المواشي فيها.
وأكد العديد من المزارعين أنهم عزفوا عن زراعة أرض لهم أو مستأجرة بسبب ضعف الموسم المطري الحالي، لافتين أن أي هطول مطري في هذا الوقت من العام لا يجد نفعا باستثناء فائدته للزراعات الصيفية كونه قد يرفع نسبة الرطوبة بالتربة المطلوبة للزراعات الصيفية البعلية.
وتشير إحصائيات مديرية زراعة لواء الكورة إلى أن إنتاج اللواء من المحاصيل الشتوية والصيفية والخضراوات الصيفية والأشجار المثمرة يبلغ 5 آلاف طن سنويا.
وقال المزارع احمد المستريحي من اللواء إن الموسم المطري كان ضعيفا مقارنة بالأعوام السابقة، ناهيك أن هطول الأمطار طيلة الموسم الحالي تركز في 5 أيام فقط وليس بشكل متواصل، مؤكدا أن العديد من المزارعين عزفوا عن الزراعة لهذا العام بسبب قلة الهطول المطري، فيما قام آخرون بالزراعة ولكن ضمن نطاق محدود.
وأكد أن المحاصيل الصيفية البعلية بحاجة إلى كميات أمطار كبيرة مع آخر الموسم لتوفر الرطوبة بالتربة وتمتد إلى أشهر الصيف لتغذي المحاصيل، وهو لم يحدث بسبب ضعف الهطول المطري حتى الآن رغم أن الموسم شارف على الانتهاء، الأمر الذي سيؤدي إلى عدم نمو المحاصيل بالشكل المطلوب.
وقال المزارع محمود بني سلامة إن محاصيل الفول والبصل والحمص التي تم زراعتها هذا العام تأثرت بالموسم المطري بسبب قلة الأمطار، لافتا إلى أنه من المفترض ان تكون المحاصيل بطور الإنتاج بمثل هذا الوقت من العام، إلا أن المحاصيل ما زالت غير مثمرة.
وأشار إلى أن زراعة الفول والحمص مصدر دخل للعديد من الأسر في اللواء ويعتمدون عليه بشكل أساسي في تأمين مصدر دخل موسمي لهم وتشغيل العديد من الشباب المتعطلين عن العمل، مؤكدا أن المزارعين يعولون على ما تبقى من الموسم المطري لإنقاذ المزروعات الصيفية.
وأكد أن ارتفاع المستلزمات الزراعية والأسمدة خلال الأعوام الماضية دفعته للعزوف عن زراعة أرضه، داعيا إلى ضرورة دعم قطاع الزراعة لما يشكله من مصدر دخل للعديد من المواطنين وتشغيل المتعطلين عن العمل.
بيد أن مدير التسويق في زراعة لواء الكورة الدكتور إحسان السلايطة، ارجع تراجع المساحات الزراعية في اللواء إلى تفتت الملكية من جهة وزيادة رقعة البناء في ظل ارتفاع عدد السكان وقيامهم ببناء منازل لهم في الأراضي الزراعية.
وأشار إلى أن المساحة الإجمالية لأشجار الفاكهة بلغت 31 ألف دونم مقسمة بمساحة الزيتون 30 ألف دونم والعنب 150 دونما والحمضيات 100 دونم وأشجار الفاكهة الأخرى 1500 دونم، فيما بلغت المساحة الإجمالية للخضراوات 3500 دونم موزعة على خضراوات شتوية 450 دونما وخضراوات صيفية بعلية 2200 دونم.
وأضاف أن ضعف الموسم المطري عامل آخر حيث بلغت كميات الهطول 309 ملم بنسبة 69 % من نسبة الهطول العام في للواء علما أن المعدل السنوي للأمطار في اللواء يبلغ 450 ملم، مؤكدا أن الموسم المطري لم ينته بعد في ظل توقع منخفضات قادمة، ما قد يساهم في تحسن الموسم الزراعي.
وتتركز زراعة الخضراوات الصيفية بشكل كبير في بلدات دير أبي سعيد وكفرابيل وكفرعوان وجنين الصفا بمساحة تقدر بـ 1820 دونما من إجمالي المساحة المزروعة في اللواء والبالغة ألفي دونم.
ووفق سجلات زراعة الكورة فإن اللواء سجل في سنوات سابقة زراعة 530 دونما من محصول الفول وزراعة 174 دونما من العدس أعطى إنتاجا بلغ 19 طنا كما تم زراعة 730 دونما من محصول الحمص، إضافة إلى حبوب صيفية مثل السمسم والذرة البيضاء والصفراء.