أخبار حياة – أعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم في بيان مشترك، اليوم الجمعة، أن السعودية والولايات المتحدة تلاحظان تحسناً في احترام اتفاق وقف إطلاق نار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية في السودان.
وخلال الساعات الماضية، اندلعت اشتباكات متفرقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما بدد الهدوء النسبي في العاصمة الخرطوم.
وأشارت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك “إلى التحسن الملحوظ في احترام اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية في السودان يوم 25 أيار (مايو). وبغض النظر عن رصد استخدام طائرات عسكرية وإطلاق نار متقطع في الخرطوم، فقد تحسن الوضع في الخرطوم منذ 24 مايو، عندما اكتشفت آلية مراقبة وقف إطلاق النار انتهاكات جسيمة للاتفاقية”.
وأضاف البيان “في يوم 25 أيار (مايو)، حذر الميسرون للاتفاقية الطرفين من مزيد من الانتهاكات وناشدوهما لتحسين احترام اتفاقية وقف إطلاق النار، وهو ما طبقه الطرفان بالفعل”.
دعوة للتسلّح
ودعا الجيش السوداني اليوم الجمعة، العسكريين المتقاعدين إلى العودة لصفوفه مرة أخرى، في خطوة تهدف على ما يبدو إلى زيادة عدد أفراد الجيش النظامي وسط صراع دموي مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما قد يؤجج القتال رغم الهدنة بين الجانبين.
وقال الجيش في بادئ الأمر إن على جميع العسكريين المتقاعدين والرجال القادرين على حمل السلاح التسلح من أجل الدفاع عن أنفسهم، لكنه أوضح لاحقا أن هذا الاستدعاء موجه إلى “الضباط وضباط الصف وجنود معاشي القوات المسلحة”، من أجل تسليم أنفسهم لأقرب وحدة عسكرية.
انتكاسة بطعم الهزيمة.. هذا هو المشهد لدى الاحتلال بعد وقف إطلاق النار مع المقاومة
ولم يتضح من البيان إن كان هذا الاستدعاء إلزاميا أم طوعيا.
واتّهمت الوزارة في بيانها قوّات الدعم السريع بـ”نهب مقرّات أممية وتنفيذ اعتداءات على سفارات عربية وأجنبية”.
وفر نحو 1.3 مليون بسبب القتال في السودان الذي نشب بسبب صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ونزحوا داخل السودان أو لجأوا لدول مجاورة.
وقالت وزارة الصحة إن 730 على الأقل قتلوا رغم أن العدد الحقيقي أكبر بكثير على الأرجح.
ويعاني السكان الذين بقوا في الخرطوم من انقطاع المياه والكهرباء لفترات طويلة وانهيار الخدمات الصحية وانقطاع الاتصالات. وتعرضت العديد من المنازل خاصة تلك الواقعة في أحياء راقية من العاصمة لمداهمات أو نهب.
ومن جهته، أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرثيس، أنَّ القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدركا حتمية الحوار وأنه “لا مفر” من الجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب.
وشدد بيرثيس لإذاعة الأمم المتحدة، أنه رغم صعوبة الوضع، فإن الأمم المتحدة مصممة على “مساعدة السودانيين على تجاوز هذه المحنة العصيبة وتحقيق السلام وإعادة مسار العملية الانتقالية”، موضحاً أن الأمم المتحدة “تبذل كل ما في وسعها على الصعيدين السياسي والإنساني لتجاوز الآثار الرهيبة التي خلفتها الحرب، وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة ملايين السودانيين داخل السودان وخارجه”.
ورأى بيرثيس أن الاتفاق الإطاري “سيظل مرجعاً للنقاش”، وأنه “عندما تتوقف هذه الحرب وتبدأ مناقشات سياسية جديدة، فكل هذا يتطلب إعادة النظر فيما أنجز” قبل 15 “نيسان” . وشدد على أن “سياستنا هي أن نتوسط بين الأطراف مثل ما يفعل السعوديون والأميركيون في جدة”، معتبرا ان “أهمية اتفاق جدة لوقف إطلاق النار، تكمن في أنه أول اتفاق يوقع عليه الجانبان:، ويأتي مقترناً بـ”تفاهم حول آلية لمراقبة وقف النار، وهذه خطوة مهمة إلى الأمام”.