القاتل الصامت…” الغرق الجاف “

أخبار حياة  – مع دخول فصل الصيف وما يرافقه من ارتفاع لدرجات الحرارة، يصبح البحر وحمامات السباحة الملاذ الأول لعامة الناس.

ومع إقبال الناس على الشواطىء والبحار، ترتفع أيضا نسبة تعرّض الأشخاص للغرق وتحديداً الأطفال، حيث يشكّل الغرق حسب منظمة الصحة العالمية، ثالث أهمّ أسباب الوفيات الناجمة عن الإصابات غير المتعمّدة في أنحاء العالم، بما نسبته 7 بالمئة من مجموع تلك الوفيات.

الغرق التقليدي والخبيث

ولكن ما يجهله الكثير من الناس هو أن للغرق نوعين، الأول هو “الغرق التقليدي” المعروف من قبل جميع الناس، والنوع الثاني وهو “خبيث” يحمل وصف “الغرق الجاف”.

ما هو الغرق الجاف

ويكشف الدكتور ربيع عيتاني، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن مصطلح “الغرق الجاف” ليس مصطلحا طبيا بل يأتي في الإطار التوصيفي للحادث، إذ يُطلق عليه الأطباء علمياً اسم “متلازمة ما بعد الانغماس”.

وأوضح عيتاني أن “الغرق الجاف” هي الحالة التي يتوفى فيها الشخص بعد 24 ساعة أو أكثر من ابتلاعه أو استنشاقه للمياه، من دون أي علامات “حادة”، تُظهر أن الشخص يعاني من مشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي.

أعراض الغرق الجاف

أعراض الغرق الجاف والثانوي 

* الإصابة بالسعال: وذلك نتيجة حدوث تهيج في الرئتين، وتقوم بإفراز سوائل تؤدي إلى صعوبة التنفس وتقيؤ الطفل تحدث نتيجة تهيج الرئتين وتقوم بإفراز سوائل تؤدي إلى صعوبة التنفس و ترجيع

 

* الخمول وكثرة النوم: فيشعر الطفل بالنعاس وعدم القدرة على مقاومة النوم لفترة طويلة والهزل العام في الجسم.

* الام في الصدر: نتيجة نقص الأكسجين في الدم، فيتعرق الجسم بصورة مبالغة وقد يتغير لون البشرة إلى الأزرق.

كيفية تفادي  الغرق الجاف

* إختيار المسبح المناسب لعمر الطفل.

* تدريب الطفل على السباحة.

* مراقبة الطفل أثناء تواجده بالماء.

* متابعة تنفس الطفل بعد السباحة.

 مخاطر الوفاة بالغرق الجاف 

يؤكد أخصائي الأطفال والولادة د. محمد دسوقي أن هناك ما يسمي الغرق الجاف أي بدون ماء ونسبته ٢% من حالات الغرق المسجلة في الأطفال، موضحا أن هناك حالتان يتم الخلط بينهما في هذا الموضوع وكلاهما يؤديان إلي مضاعفات خطيرة وكلاهما يحدث عندما يكون الطفل قد أوشك علي الغرق في الماء ويستنشق كمية كبيرة من الماء تصل للجهاز التنفسي للطفل وهما “الغرق الجاف، الغرق الثانوي”

 وأشار إلى أن الغرق الجاف هو حالة تحدث عندما يستنشق الطفل كمية كبيرة من الماء “الطفل أوشك علي الغرق” مما يؤدي إلى إغلاق مجرى الهواء كرد فعل دفاعي من الجسم على الرغم من أنه لا يصل إلى الرئتين وتبدأ الأحبال الصوتية بالانكماش فيما يعرف بتشنج الحنجرة ما يؤدي إلى حدوث صعوبة في التنفس، ثم حرمان الجسم من الأوكسجين، فيبدأ الطفل بالاختناق .

وأضاف د. محمد دسوقي أن الغرق الجاف فعل لا إرادي يقوم به الجزء العلوي من المجرى التنفسي على الرغم من عدم وجود ماء في الرئتين في الحقيقة، وأعراضه تظهر بعد دقيقة تقريبًا من الحادث نظرًا لعدم حصول الجسم على كفايته من الأوكسجين.

وأوضح د. محمد دسوقي أن الغرق الثانوي هي حالة تحدث عندما تدخل كمية كبيرة من الماء إلى الرئتين بالخطأ “الطفل الذي أوشك علي الغرق” ويدخل هذا الماء إلي الرئتين و تتراكم السوائل بداخلها وتسبب حدوث ما يسمى بـ”الوذمة الرئوية” مما يؤدي إلى إعاقة التنفس لدى الطفل المصاب وانخفاض نسبة الأكسجين في أعضاء الجسم و قد يحدث هذا كله بعد خروج الطفل من الماء بفترة.

 

وأشار د. محمد أن الخطير في حالة الغرق الثانوي إن الطفل ممكن بعد دخول الماء للرئتين أن ينهض ويعود إلى حالته الطبيعية ويتصور الأهل أنه أصبح بخير ولكن تظهر الأعراض فيما بعد .

و قد أكد أخصائي أطفال أن الغرق الجاف والثانوي كلاهما يحدث نتيجة استنشاق كمية كبيرة من الماء لكن الغرق الجاف تحدث الأعراض فورا بعد دقيقة واحدة و فيه لا تدخل الماء الي الرئتين لكن يحدث تشنج بالحنجرة يؤدي لاغلاق مجري التنفس أما الغرق الثانوي قد تتأخر الأعراض حتي أكثر من ٢٤ ساعة و فيه يدخل الماء الي الرئتين و تحدث الوزمة الرئوية

نصائح لتجنب الغرق الجاف

وقدم أخصائي أطفال د. محمد دسوقي نصائح لتجنب الغرق الجاف وهي:

* اختيار حمام السباحة المناسب لعمر الطفل: يفضل أن ينزل الطفل في حمام السباحة الذي يستطيع الوقوف فيه في حالة عدم مقدرته على العوم وأن يكون معه أحد الوالدين فلا يترك الطفل في الماء وحده.

* تدريب الطفل على السباحة: فهي من الرياضات الهامة التي يجب أن يتعلمها الطفل لأنها تجعل الجسم أكثر صحة ولياقة و حتى يتعلم الطفل الطريقة الصحيحة للممارسة السباحة ولا يتعرض لمخاطر الغرق.

* مراقبة لطفل أثناء تواجده بالماء: حتى وإن كان ماهراً في ممارسة السباحة، فيجب ألا ينصرف نظر الأب أو الأم عن الطفل حتى ينقذه في حالة حدوث أي خطر.

* متابعة تنفس الطفل بعد السباحة: للتأكد من أن حالته طبيعية وأنه غير مصاب بأي الآم أو صعوبة في التنفس أو زرقة في الجلد و الشفايف

* وضع أي طفل أوشك علي الغرق تحت الملاحظة الطبية علي الأقل لمدة ٢٤ ساعة

* التدريب علي عمليات انعاش وإفاقة الأطفال والتعامل مع حالات الغرق لكل العاملين بالقرب من حمامات السباحة والشواطئ

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات