من الضحية؟.. “تغول” و”محاولة لإثارة الشارع”.. تبادل اتهامات بين شركات التأمين ونقابة الأطباء

أخبار حياة– تتقاذف نقابة الأطباء واتحاد شركات التأمين كرة الاتهامات بينهما، حول لائحة الأجور الطبية وتعديلاتها.

النقابة تسعى لتعديل اللائحة، التي وضعت عام 2008، لأسباب اقتصادية تتعلق بالطبيب وتنظيم المهنة، فيما ترفض شركات التأمين التعاطي معها والموافقة عليها.

وسط الصدام القائم بين الأطباء وشركات التأمين، يتساءل كثيرون، عن المتضرر، بسؤال استنكاري “مَنْ الضحية”؟،  والضحية هنا المواطن، الذي عليه تنفيذ مخرجات الاتفاق إن تم أم لم يتم، لأنه الحلقة الأضعف والصوت الذي لا يُسمع.

في صراع تحصيل الحقوق، نقل طرفا الصدام، صراعهم إلى الشارع، فكل منهما يحاول استمالته، ليعرّي الآخر أمام المواطن، ليقول له :”احذر!.. هذا يريد استغلالك ورفع التكلفة عليك” في سعي منه لتبرئة نفسه.

كل طرف يتهم الآخر، فيرد الآخر بالنفي، ولا طاولة تجمعهما، فمصلحة كل منهما لا تلتقي مع الآخر.

قيمة الرفع.. والتناقضات

وفي صلب الحديث عن لائحة الأجور الجديدة 2021، التي أعلنتها نقابة الأطباء، يقول رئيس اتحاد شركات التأمين ماجد سميرات إن نسبة الرفع تتراوح بين 400% – 800%، موضحا أن كشفية الأطباء ارتفعت بنحو 108%، والمتابعة بالمستشفى 131%، إبرة العضل 386%، وغسيل الأذن 381%، وإبرة مفصلية 829%، زراعة صمام بالقلب 317%.

أما نقابة الأطباء وعلى لسان رئيس لجنة الأجور الطبية في نقابة الأطباء بلال العزام يؤكد أن نسبة الرفع تتراوح ما بين 20% – 30%، مشيراً أن شركات التامين التي ترفض لائجة الأجور الجديدة للأطباء قامت برفع بوليصة التأمين بنحو 150% – 300%.

القانون مع من؟

الخلاف حول لائحة الأجور الجديدة لم يقتصر على نسبتها، بل تعدى الأمر إلى شرعيتها وقانونيتها، فشركات التأمين ترى أنها غير قانونية ومخالفة لقانون المنافسة، فيما تصر نقابة الأطباء على أن القانون منح النقابة حق مراجعة وتعديل لائجة الأجور بشكل سنوي بشكل يتماشى مع نسبة التضخم.

“رفضوا يجلسوا معنا”

“جلسنا معهم”، “لم يجلسوا معنا”، هذه جمل متناقضة ومتعارضة، نطق بها وصرح بها كل رئيس اتحاد شركات التأمين ماجد سميرات، ورئيس لجنة الأجور الطبية في نقابة الأطباء بلال العزام، عبر إذاعة حياة اف ام، إذ لم يتفق الطرفان على أي اجتماع حصل بينهما مسبقا.

شركات التأمين تؤكد أنها جلست مع الأطباء أكثر من مرة كما أن النقابة رفضت الجلوس والحوار مع لجنة تضم 7 جهات تأمينية وعمالية شكلها وزير الصحة عام 2018، في حين تنفي نقابة الأطباء أي اجتماع مع شركات التأمين، وتؤكد أنها تتنصل من الجلوس على طاولة واحدة.

من وضع لائحة الأجور؟

سميرات أوضح أن نقابة الأطباء انفردت بلائحة الأجور، الجديدة 2021 بدون التشاور مع أي طرف آخر من أطراف دافعي الفاتورة الطبية، فيما يرى عزام أنها ضرورية لتنظيم مهنة الطب التي تطورت كثيرا، وأن لائحة الأجور القديمة لا تشمل 50% من الإجراءات الطبية والعمليات الجديدة.

من يتغول على من؟

اتهمت شركات التأمين نقابة الأطباء بالتغول على المواطن بسبب رفعها أجور الأطباء، بنسب كبيرة بدون موافقة الأطراف الأخرى المعنية بالموضوع، فيما تتهم نقابة الأطباء شركات التأمين بالتغول عليها وعلى المواطنين.

وقف التعاون مع شركات التأمين

نقابة الأطباء أعلنت أنها لن تستقبل أي حالة تأمينية باستثناء الحالات الطارئة والحرجة، فيما أكدت شركات التأمين ملتزمة بالعقود التي وقعتها مع عملائها، ولن تمتثل لقرار نقابة الأطباء.

من المتضرر؟

في هذا الشأن، يقول الناطق الإعلامي باسم جمعية حماية المستهلك حسين العموش، إن الجمعية ستصدر بيانا تحدد فيها موقفها من الخلاف الدائر بين نقابة الأطباء وشركات التامين.

وأكد لـ “أخبار حياة”، أن المستهلك (المؤمن عليهم)، هم ضحية هذا الصراع، رغم أنهم ليسوا طرفا فيه.

رأي قانوني

بدوره، قال الخبير القانوني في قطاع التأمين، يزن محادين، إن للنقابة الحق في الدفاع عن منتسبيها مع مراعاتها للخدمة الصحية.

وأضاف في حديث لنشرة أخبار “حياة اف ام”، أنه إذا كان هناك عقد بين الطبيب والجهة التأمينية، لتقديم خدمة معينة، ضمن فترة عقدية محددة، مقابل أجرة محددة، فإنه يشكل عقد ملزم لأطرافه.

وأشار إلى أنه إذا أخذت التسعيرة النافذه لعام 2021 مراحلها القانونية وأصبحت واجبة التطبيق، فإن العقود المبرمة بين الأطباء والجهات التأمينية تصبح ملزمة، ولكن تخضع للتسعيرة النافذة قانونيا من نقابة الأطباء.

وأكد المحادين، أن النقاش والحوار والتفكير بشكل مستقبلي هو الحل الأمثل لحل الخلاف بين نقابة الأطباء وشركات التأمين.