أخبار حياة – يرى ناشطون في القطاع السياحي في مدينة السلط أن إدراج المدينة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو قبل نحو عامين لم ينعكس على أصحاب المشاريع السياحية الصغيرة.
وأضافوا أن تضاعف أعداد السياح والزوار القادمين إلى السلط، انعكس بشكل إيجابي على أصحاب المشاريع السياحية الكبيرة مثل المطاعم وخاصة في منطقة شارع الستين.
مسارات السياحة
تقول الناشطة في قطاع التراث في السلط ثائرة عربيات لـ “أخبار حياة“: عند الإعلان عن إدراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي توقعنا أن تتحول السلط إلى مدينة سياحية بامتياز سواء من حيث إقبال السياح على زيارتها أو نمو الحركة الاقتصادية والسياحية فيها.
وأضافت: أنه مع الأسف رغم ارتفاع أعداد الزوار إلا أن ذلك لم ينعكس على أصحاب المشاريع الصغيرة لوجود عوامل ساهمت في إحداث هذا الخلل، مشيرة إلى أن الخلل يكمن في عدم تطوير البنية التحتية والاهتمام بالخدمات العامة مثل النظافة في المواقع التراثية وايضا وضع مسارات سياحية بشكل لا يخدم شباب المدينة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في التراث والسياحة.
وقالت: هذا تركهم في مهب الريح ومهددين دائما بالاغلاق وعدم الاستمرار.
وطالبت عربيات بضرورة توفير دعم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال توجيه السياح في مسارات تضم هذه المشاريع إليها وأن يتم الاهتمام والترويج للسياحة الدينية كون يوجد 18 مقاما وضريحا في المحافظة، أو السياحة التعليمية باعتبار أن السلط تضم أول مدرسة ثانوية في تاريخ المملكة.
[videopress db7ZScmr]
أقدم محل في شارع الحمام
ضرار الأدهم، صاحب اقدم محل في شارع الحمام التراثي وسط المدينة والذي يتجاوز عمره المئة عام ، قال لـ “أخبار حياة” إنه ورث محله عن ابيه الذي بدوره ورثه عن جده ، وكان يختص بإصلاح ” بابور الكاز” وغيرها من وسائل الإنارة القديمة وما زال محافظا على المهنة رغم عدم وجود مردود مادي لها، باعتبار السلط مدينة ذات إرث حضاري عريق .
وأضاف إن ادراج السلط على قائمة التراث العالمي دفعه للتسمك بمحله، مطالبا الجهات المعنية دعم اصحاب المشاريع التراثية ووضعها على خارطة السياحة الوطنية والعالمية.
الحركة الاقتصادية
بدوره قال مدير سياحة البلقاء عماد الرواحنة ل “أخبار حياة” إن ادراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي ساعد على ارتفاع أعداد الزوار والسياح بشكل كبير.
وأضاف انه بلغ عددهم منذ بداية العام الحالي حتى نهاية شهر تموز الماضي 92 الف زائر.
وأكد على حرص الوزارة على متابعة ملف مدينة السلط من خلال تشكيل لجان وفرق متابعة حتى يتم تطوير المسارات السياحية والبنية التحتية والمشاريع الموجودة وتجارب المجتمع المحلي في مدينة السلط بشكل ينعكس ايجابا على الحركة الاقتصادية ونموها بشكل اكبر.
وتزخر مدينة السلط بالمواقع الأثرية والتاريخية التي تجعل منها محط إعجاب وجذب للسياح، وبما توصف به على انها مدينة التسامح والضيافة الحضارية العامرة منذ عقود.
[videopress 95h13jvQ]
البيوت التراثية
تقول نائبة رئيس بلدية السلط خالدة خليفات في تصريحات صحافية إن البلدية قررت دعم البيوت التراثية في السلط عبر تشجيع الاستثمار في المباني التراثية، من خلال تسهيل ترخيص عدة مبانٍ كمطاعم سياحية وغيرها من المشاريع السياحية.
الخبير في إدارة المواقع الأثرية والتراثية طلال العكشة يقول إن موافقة “اليونسكو” على إدراج عدد من المدن ضمن قائمة اليونسكو وبينها مدينة السلط الأردنية، مهم جدًا بالنسبة لهذه المدن، كاشفًا أنه لقبول الطلب يجب على البلد المقدم إثبات قيمة الموقع وأهميته تراثيًا وإنسانيًا.
ويضيف في تصريحات نشرها موقع التلفزيون العربي أنه من الضروري أن يضم الملف المقدم للمنظمة الأممية، خطة عمل متكاملة حول كيفية إدارة الموقع التراثي وحمايته، فضلًا عن ذكر الأخطار التي تواجهه.
غير انه يقول إن ازدياد السياح أكثر من اللازم يصبح نقمة وتهديدًا للموقع.. كما أن الالتزام بمتطلبات الاتفاقية الدولية قد يكون له كلفة مالية وإدارية، فضلًا عن الحاجة إلى كوادر علمية لحماية وإدارة الموقع وهي أمور لا تتوفر دائمًا.. لا سيما وأن المعايير المستعملة هي غربية وقد لا تتوافق مع الثقافة المحلية”.
وتمتاز المدينة بالتراث المعماري، والازدهار التجاري، إضافة إلى تقديم السلط نموذجًا للتعايش كان من أبرز أسباب الموافقة على إدراجها على قائمة التراث العالمي.
وكانت منظمة التراث العالمي، قد أدرجت ستة مواقع في الأردن على قائمتها وهي: البتراء، وقصر عمرة، وأم الرصاص، ووادي رم، والمغطس، إضافة إلى مدينه السلط.