أخبار حياة – قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور حارث الحلالمة، إنه وبعد مرور 47 يوما على استمرار ماكينة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اقتنع صانع القرار في حكومة الاحتلال أنه أسلوبه في الحرب لن يحقق أي نتيجة وأهدافه التي أعلن عنها في القضاء على المقاومة لن تتحقق.
وأضاف في حديث لنشرة أخبار حياة اف ام، اليوم الأربعاء، أنه أصبح لدى الاحتلال الإسرائيلي قناعة تامة بأن الأساليب الدبلوماسية والدخول في صفقة تبادل الأسرى هي الحل الوحيد للإفراج عن أسراه.
وأشار إلى أن الداخل الإسرائيلي هو من دفع باتجاه الإفراج عن الأسرى من خلال اتمام الصفقة، لافتا الى أن هذه الهدنة هي إنتصار لحركة حماس لأنها هي من فرضت شروطها على الاحتلال.
وقال إن اليمين المتطرف الإسرائيلي حاول تعطيل الصفقة من اليوم الأول من الحرب على غزة وقال إنه يريد الإفراج عن الأسرى بالوسائل العسكرية ولم ينجح بذلك، مؤكدا أن حكومة الاحتلال فشلت في تحقيق أي إنجاز بالحرب سواء في ملف تحرير الأسرى.
كما أكد أن حماس استطاعت أن تظهر إعلاميا ان الكثير من الأسرى تم قتلهم في غارات الاحتلال على قطاع غزة لذلك أصبح الشارع الاسرائيلي يعرف أن حكومته لا تريد أن تضع ملف الأسرى ضمن أولوياتها، وفق الحلالمة.
وتوقع أن كيان الاحتلال سيلتزم بالهدنة لأن هناك طلب إسرائيلي من الرئيس الأمريكي أن تكون شروطه تتفق مع مصالحه وأولها عدم الاعتداء على الجنود الإسرائيليين الموجودين داخل غزة.
وقال الحلالمه إنه لا يتوقع أن تكون الهدنة طويلة ودائمة لأن جيش الاحتلال لم يحقق أي إنجاز عسكري في الحرب، وإنهاء الحرب يعني إنهاء هيبة الجيش وانهيار الصورة التي رسمها لنفسه بأنه لا يقهر وستكون انتهاء المستقبل السياسي لهذه الحكومة.
وبما يخص توسع رقعة الاشتباكات بالضفة الغربية قال إن لدى جيش الاحتلال تخوف من تصاعد وتيرة المقاومة بالضفة والخوف مما يسمى اشتعال بتوحيد الساحات خصوصا الخاصرة الشماليه لفلسطين والتي تقاتل فيها حزب الله ضد الإحتلال هناك ولا يزال ولا تريد ان تشتعل الضفة وتدخل معها بجبهة ثالثة.
التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة:
وكانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس قد أعلنت فجر الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية لمدة 4 أيام مع إسرائيل.
جاء ذلك في بيان صادر عن حماس بعد ساعة من إعلان الحكومة الإسرائيلية الموافقة على صفقة تبادل أسرى على مدار 4 أيام.
وقالت حماس في البيان، إنه “بعد مفاوضات صعبة ومعقدة لأيام طويلة، نعلن عن توصلنا إلى اتفاق هدنة إنسانية (وقف إطلاق نار مؤقت) لمدة 4 أيام، بجهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدرة”.
وأضافت: “يتم بموجب الاتفاق، وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في مناطق قطاع غزة كافة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة”.
بالإضافة إلى “إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى جميع مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالا وجنوبا”، وفق البيان.
ويشمل الاتفاق، “إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاما، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال دون 19 عاما من أبناء شعبنا من سجون الاحتلال وذلك كله حسب الأقدمية”.
الهدنة تتضمن أيضا “وقف حركة الطيران في جنوب القطاع على مدار الأربعة أيام، ووقف حركة الطيران في شماله لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الرابعة مساء”.
وشددت حماس على أنه “خلال فترة الهدنة يلتزم الاحتلال بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في جميع مناطق قطاع غزة”، فضلا عن “ضمان حرية الحركة من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين” (شرق القطاع).
وختمت الحركة بيانها بالقول، إنه “في الوقت الذي نعلن فيه التوصل لاتفاق الهدنة، فإننا نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد، ونَعِدُ شعبنا أنَّنا سنبقى الأوفياء لدمائهم وتضحياتهم وتطلعاتهم في التحرير والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
إسرائيل توافق على الهدنة:
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت، في بيان، أنها وافقت على اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 من نساء وأطفال محتجزين في غزة مقابل هدنة مدتها 4 أيام.
وأشار البيان إلى إمكانية تمديد الهدنة إلى ما بعد فترة الأيام الأربعة الأصلية، قائلا؛ إنه سيتم إضافة يوم إضافي إلى الهدنة لكل 10 محتجزين إضافيين.
وأوضح البيان أيضا، أن إسرائيل تخطط لاستئناف عمليتها الجوية والبرية “لاستكمال القضاء على حماس” بمجرد انتهاء إطلاق سراح المحتجزين، وسيتم إرسال مزيد من التفاصيل بشأن الترتيبات إلى عائلات المحتجزين في وقت لاحق الأربعاء.