المناورة في حقل ألغام..

محمد سلامة

حماس والجهاد واخواتهما فاجأت إسرائيل الثالثة يوم 7/أكتوبر الماضي، وفاجأت حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف والجيش الاسرائيلي بتكتيكات الدفاع المتحرك وقدرتها على الصمود وايقاع خسائر فادحة في القوات المهاجمة لليوم الستين على التوالي.. فيا ترى ماذا يكتب خبراء ومحللي السياسة في إسرائيل الثالثة.. وكيف ينظرون إلى نهايات الحرب?!.

بداية.. ناحوم يرنياع محلل إسرائيلي بارز قلل من شان الانتصار على حماس متسائلا.. بعد أكثر من ستين يوما من المعارك الضاربة في شمال غزة اضطررنا إلى التراجع، واليوم ندفع بالجيش الاسرائيلي إلى خانيونس دون خطة استراتيجية واضحة، .. هل نواجه نفس الأسلوب في التكتيك المتحرك لحرب العصابات؟! فيما المحلل السياسي الاسرائيلي الأكثر جراة تسيفي هرئيل يقول في صحيفة هأرتس:-الحكومة والجيش الاسرائيلي يناوران في حقل الغام بغزة، مشيرا أن العمليات العسكرية الجوية والبربة وصلت إلى طريق مسدود، .. ويتسائل .. ماذا بعد؟!.

نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف يدفعان إلى استمرار الحرب على غزة لعل وعسى أن يحصلان على صيد ثمين(قطف رؤوس الثعابين.. محمد الضيف .. يحيى السنوار.. مروان عيسى)، وكما تشير المعلومات الاستخباراتية أن ما حدث لمشفى الشفاء قبل اسابيع قد يتكرر في خانيونس، وان معلومات مضللة تنشرها اجهزة استخباراتية مشبوهة تتحدث عن أن قادة حماس موجودون بانفاق داخل سراديب وطرق مخفية في خانيونس، وهذا تمهيد لاقناع العالم بضرورة قبوله بابادة سكان خانيونس بحجة قطع رؤوس الثعابين (قادة حماس) كما يصورون الأمر وما بعد سنوقف الحرب، هذه الأكاذيب والفبركات الاستخباراتية الإسرائيلية مردها منح الضوء الأخضر الامريكي لحكومة نتنياهو السادس وجيشه المتوحش لمواصلة إبادة جنوب غزة مثلما حصل بمشفى الشفاء.

اصوات إسرائيلية خافتة ما زالت ترى فشلا ذريعا في سياسات حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف بادارة حرب غزة، ويشبهون ما يناورون به وكأنه رقص في حقل الغام وأن لا نتيجة متوخاة من استمرار الحرب، وأن الأفضل إختصار الوقت للقتال واختصار المناورات البرية في الجنوب بقبول وقف الحرب والعودة إلى التفاوض على صفقة شاملة لتبادل الأسرى مع حماس والجهاد الإسلامي واخواتهما.

السوشال ميديا ووسائل التواصل واتصالات مشفرة ومناقلات وشائعات إسرائيلية اخذت طريقها نحو تفسيخ النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الاسرائيلي، فهناك من يتحدث علنا أن المناورة البرية افقدت ثقة الإسرائيليين بارادة البقاء والعيش في إسرائيل الثالثة لاجيال قادمة، واخرون يؤشرون على أن نتنياهو السادس وراء جلب الخرب للبيت اليهودي بتحالفاته مع اليمين المتطرف وأن المناورة البرية سلبت روح إرادة القتال لدى وحدات الجيش الاسرائيلي بغزة نظرا لحجم الخسائر والمفاجات اليومية والتكتيك المتحرك لعناصر القسام في ضرب الآليات والمشاة والاختفاء فجأة.

مستشار نتنياهو السادس يعترف دون مواربة.. حماس جرجرتنا لهذه الحرب ولم نكن مستعدين لها، ووصول الحرب البرية إلى طريق مسدود كما الشمال هو ذات السيناريو في خانيونس، والمناورة البرية في حقول الغام غزة ستكون مؤلمة أكثر، فالأيام الصعاب تنتظر الجيش الاسرائيلي، وبات من الصعب الحديث عن تصفية كتائب المقاومة الفلسطينية.. حماس والجهاد واخواتهما.. ولهذا فإن الفشل الاسرائيلي سيرتد وبالا على إسرائيل الثالثة، والنهاية ستكون بقبول شروط حماس والجهاد واخواتهما في وقف الحرب بصفقة تبادل أسرى تنتهي بتبييض سجون الاحتلال الاسرائيلي.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات