أخبار حياة – تغيرات نسبية في التصريحات ألمحت لنشوب خلافات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ظهرت بعد تحذير الأول أن إسرائيل تفقد الدعم الدولي لحملتها العسكرية ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
بايدن في حديثه إلى مانحين ديمقراطيين في واشنطن صباح أمس، انتقد حكومة الاحتلال المتشددة، وقال إن “نتنياهو بحاجة إلى تغيير نهجه”. وتزامن الحديث الأميركي مع تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن الخطط الأميركية لمستقبل قطاع غزة (ما بعد الحرب).
ووسط شرارة الخلاف التي بدأت تظهر للعلن .. كيف يقرأ أعضاء في مجلس الأمة “الأعيان والنواب” التغيرات النسبية في الخطاب الأميركي؟، والذي كان داعمًا سياسيًا وعسكريًا للعدوان على غزة، مما ساهم في استشهاد آلاف الفلسطنيين في غزة وإصابة عشرات الألاف كذلك.
عضو مجلس الأعيان، محمد داودية، قال إن التباين في الموقف تجاه العدوان على غزة بين الحلفاء أميركا والاحتلال أمر طبيعي، واصفًا إياه بالتباين الطفيف “ولا يجب أن ننظر إليه”.
وأكد داودية لـ أخبار حياة، أن بدء تراجع الإدارة الأميركية الحالية عن موقفها الداعم للعدوان سيكون قريبًا، مدللًا براجع الإدارات السابقة في أكثر من “موقف ومكان”.
السبب في ذلك لأنه طفح الكيل، حيث الوغد والإرهابي نتنياهو لا يقف عند حدود سيما وأنه تورط شخصيًا بالعدوان إلى جانب توريط إسرائيل وحلفائها، لعدم استطاعته على الوصل لنهايتها، يكمل داودوية.
وأوضح أن نتنياهو يخضع لضغوط متضادة، فهنالك ذوي الأسرى الذين يريدون أبناءهم أحياء، إلى جانب وقوع إسرائيل في عزلة عن محيطها وانفضاح أنها ليست دولة ذات شرعية ومارقة وإرهابية.
وتابع “وهناك ضغوط القيادات العسكرية والأمنية التي تعرضت لمرغة أنف بسبب المقاومة، وبالتالي يريد هؤلاء الانتقام وعدم وقف إطلاق النار”.
ورجح انتهاء العدوان على غزة نهاية الشهر الجاري، حيث إن الإدارة الأميركية ترزح تحت ضغط هائل من دول العالم نتيجة دفاعها عن جرائم إسرائيل مما يضر سمعتها ومصالحها.
وشدد أن لا أحد يستيطع تحمل نتنياهو بمن فيهم أهله وزوجته وجيشه وحكومته.
بدوره، قال عضو مجلس النواب، أحمد الخلايلة، إن وجهتي نظر تحتملها تباين التصريحات الأميركية حول عدوان الاحتلال على غزة، كلاهما لصالح الاحتلال.
وأضاف لـ أخبار حياة، أنه من الممكن أن تكون تصريحات الإدارة الأميركية نتيجة الخسائر التي بتكدها جيش الاحتلال داخل غزة، فيأتي الموقف الأميركي لينقضها مما وقعت فيه، مع إظهار انحياز لو كان 1% مع القوانيين الدولية.
فيما الموقف الثاني يذهب تجاه أن هناك خلافًا بين نتنياهو وبايدن، والأول يتصرف بشكل غريب نتيجة أهداف استراتيجية صعبة ولا يمكن للأخير تحملها.
ولفت إلى إمكانية أن يتم وقف إطلاق النار قريبًا فغالبية دول العالم تبنت ذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء.
على النقيض، يرى عضو مجلس النواب، صالح العرموطي، أن الرئيس الأميركي لم يغير موقفه الذي أعلن فيه أنه “صهيوني”ن وأنه انزاح تجاه قتل الشعب الفلسطيني.
وأكد لـ أخبار حياة، أن التغير النسبي في تصريحاته ليس إلا مخاوف انتخابية، حيث هناك 3.5 مليون عربي ومثلهم أسيويين يمتلكون القدرة على قلب موازين الانتخابات القادمة.
بايدن مجرم حرب ويجب أن يقدم للمحكمة الجنائية، ولا يجب أن ننجر خلف تصريحاته لأن استخدام أميركا للفيتو دليل قاطع على انحيازه للاحتلال، فضلًا عن إدارة للعلميات من دولة الاحتلال الذي ذهب إليها مع وزير خارجيته، يذكر العرموطي .
ولفت إلى أن الإدراة الأميركية والاحتلال أعلنا أنهما سيصفيان حماس، لكن ما يتم هو تصفية الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي السياق، وصف عضو مجلس النواب توفيق المراعية، أمريكا “برأس الحية”، مشيرًا إلى أن المواقف التي بدأت تتغير نتيجة ضغط الشعوب في العالم.
وقال لـ أخبار حياة، إن بايدن يبحث عن مخرج للاحتلال لإخراجه من الهزيمة التي يعاني منها في غزة، لذلك النصر على الأبواب، “وما يعزز هذا الطرح أن الموقف الأميركي تغير بعد دخول المعركة مرحلة حرجة في محاور القتال بغزة”.
وتابع “أصبحنا نرى قتلى الاحتلال بالجملة بعد الهدنة إلى جانب أن أميركا بدأت تشعر بالعزلة السياسة بعد استخدام الفيتو لمنع وقف إطلاق النار”.
أما على صعيد المنطقة العربية ـ وفق المراعية ـ فإن شعوبها التي تتخذ خطوات ضربت بالعمق الأميركي وأثرت على موقفها، راجيًا أن تكون الموقف القادم لصالح المقاومة والفلسطينين.
وكان قد قال بايدن “أعتقد أن عليه ـ أي نتنياهو ـ أن يتغير، وأن الحكومة الحالية في إسرائيل تجعل من الصعب عليه التحرك”، واصفا حكومته بأنها “الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل”.
وحذر بايدن من أن الدعم الأميركي للحملة العسكرية ضد حركة حماس يتضاءل مع استمرار القصف العنيف على قطاع غزة، وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية “لا تريد حل الدولتين”، معبرا في الوقت ذاته عن مخاوفه من فقدان واشنطن لقيادتها الأخلاقية في العالم، بسبب دعمها لإسرائيل.