خرفان: وقف دعم الأونروا يعني عقابا جماعيا لـ6 ملايين لاجئ فلسطيني
“الأونروا” ليست فقط خدمات وإنما شاهدة على قضية اللجوء الفلسطيني
الملك قاد جهودا كبيرة في دعم الأونروا.. والأردن يقدم سنويا خدمات للاجئين الفلسطينيين بقيمة مليار دينار أردني
أخبار حياة – أكد مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية، رفيق خرفان، أن وقف تقديم الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، يعني عقابا جماعيا لما يقارب 6 ملايين لاجئ فلسطيني، و30 ألف موظف يعمل في الوكالة.
وبين خرفان في حديثه لبرنامج “صالون حياة“، والذي يأتي كل يوم سبت عبر أثير إذاعة حياة اف ام، أن خدمات الأونروا مهمة جدا بالنسبة لقطاع غزة، حيث ينتشر بالقطاع 152 مركز إيواء يخدم مليون و200 ألف شخص، في حين أنها تعد أكثر جهة قادرة على تقديم المساعدة لشعب غزة لوجود أكثر من 13 ألف موظف تابع لها يعمل في القطاع.
تقليص الدعم
أكد خرفان أن الأونروا تعاني من أزمة مالية منذ 10 سنوات وبعجز سنوي يبلغ نحو 60-70مليون دولار، سيما بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إيقاف تمويلها بشكل كامل عام 2018 عن الوكالة، والذي كان يغطي نحو ثلث موازنة الأونروا، فيما أثر ذلك على دول أخرى بدعمها للوكالة.
“وقف وتخفيض دعم الوكالة يؤثر تلقائيا على الخدمات، فعدد اللاجئين الفلسطينيين داخل الأردن هو 2.5 مليون، يعيش منهم 460 ألفا داخل المخيمات، موزعين في 13 مخيما يعتمدون على خدمات الوكالة، مع وجود 161 مدرسة تابعة للأونروا تقدم خدماتها لنحو 115 ألف طالب، و25 مركزا صحيا يقدم خدماته لنحو مليون لاجئ، و59 ألفا يستفيدوا من خدمات الإغاثة المقدمة من قبل الوكالة، وتوقف هذه الخدمات يعني زيادة الأعباء على الأردن”، بحسب خرفان.
وتابع:” الأردن يقدم للاجئين الفلسطينيين خدمات مباشرة وغير مباشرة بقيمة مليار دينار أردني سنويا، وهذا يشكل عبئا على الحكومة الأردنية، في حين أن الأونروا ليست فقط خدمات وإنما شاهدة على قضية اللجوء الفلسطيني، ويجب أن تبقى إلى حين انتهاء أزمة اللجوء”.
التحديات التي ستواجه الأردن
وحول التحديات التي ستواجه الأردن في حال إيقاف الدعم عن الوكالة، لفت إلى أن التحدي المالي يأتي في المقام الأول والذي سيزيد من أعباء المملكة، بالإضافة للعبء السياسي الذي أشار إليه الملك عبدالله الثاني منذ مدة والمتمثل بأن إنهاء الأونروا يعني إنهاء القضية الفلسطينية، وضياع حق العودة والتعويض.
وتحدث خرفان عن دور الأردن وقت إعلان الولايات المتحدة وقف دعمها للوكالة عام 2018، مبينا أن الملك والدبلوماسية الأردنية كان لهم دورا كبيرا بتعويض عجز ميزانية الوكالة،وقتها، والذي بلغ 465 مليون دولار ووصل نهاية العام ذاته 10 ملايين وهو رقم يعد بسيطا بالنسبة لعجز الوكالة السنوي، بالوقت الذي حصّل فيه الأردن مع السويد مبالغا مالية كبيرة للأونروا.
الضغط الدولي
وحول إمكانية الضغط الدولي لإعادة دعم الوكالة من قبل الدول التي علقت تمويلها، بين أن الأردن يحاول الضغط على تلك الدول للعمل بجد لإعادة النظر في دعم الأونروا، سيما أن استقرار الأونروا يعني استقرار اللاجئ وبالتالي استقرار الدول المضيفة.
“هناك اتهامات توجه للأونروا للنيل منها وإنهاء عملها، ولكن إنهاء الأونروا يعني إنهاء اللجوء، فمن واجب الدول تقديم الدعم والتمويل للوكالة لكي تستمر في تقديم الإغاثة للاجئين”، وفقا لخرفان.
ونوه إلى أن كافة الدول التي علقت تمويلها للوكالة هم أعضاء في اللجنة الاستشارية للأونروا والتي تكمن وظيفتها بمساعدة الوكالة في حالة واجهت أي مشكلة، متسائلا خرفان، إلى من تتوجه الأونروا الآن بعد مشكلة وقف التمويل؟.
استمرار الأونروا
كشف خرفان أن الوكالة في ظل الوضع الحالي لا يمكنها الاستمرار لما بعد شهر شباط القادم، وهذا يعني أن مليون و200 ألف لاجئ في غزة هم في مهب الريح، معربا عن أمله بأن تتراجع الدول عن وقف تعليق تمويلها للوكالة.
وبين أن الحرب التي تواجهها الأونروا ليست وليدة اللحظة وإنما منذ سنين طويلة بحجة أن الاونروا تطيل أمد الحروب وتأجج الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وشدد خرفان على ضرورة إلتزام المجتمع الدولي الغربي في تمويل الأونروا لأنه هو السبب في اللجوء الفلسطيني وسبب النكبة حين اعترفوا م بإقامةدولة إسرائيل وبالتالي يجب الالتزام بتمويل الوكالة.
وعبر عن استهجانه من تسابق الدول الغربية بإعلان وقف دعمها للاونروا وفقا لمزاعم لم يتم التحقق منها بعد بأن 12 عاملا في المنظمة شاركوا في أحداث الـ7 من أكتوبر.
ويرى خرفان أن المشكلة التي تواجه الأونروا حاليا هي أصعب من أي عقبة سابقة، سيما أن نحو 17 دولة أعلنت وقف التمويل، في حين الأمل ما زال موجودا بأن تعيد الدول تمويلها للوكالة.