أخبار حياة – قال الشاعر إن السيف أصدق أنباء من الكتب؛ هذا ما جسده جلالة الملك في خطابه بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليه العرش.
قال الملك: “عهدي لكم أن يبقى الأردن حرا عزيزا كريما أمنا مطمئنا” ثم تهيأ وأخرج السيف من غمده معلنا بصوت جهور “كلي فخر بأن أكون اردنيا”؟.. ليهتف الأردنيون “ارفع سيفك يا أبو حسين”.
والسيف رمز العرب الأقحاح، وعزتهم في الدفاع عن الأرض والعرض ونصرة المظلوم، والأردن مر خلال العقود الماضية بجملة من التحديات تخطاها بعزيمة الأردنيين وصلابتهم وتضحياتهم في الدفاع عن الأردن وطنا وأرضا وشعبا وقيادة.
فأن يرفع الملك سيفه بعد كلماته التي عبر فيها عن اعتزازه بأردنيته وتعهده بأن يظل الأردن وطنا آمنا مطمئنا لها من الرمزية العربية الضاربة في عمق التاريخ.
ألم يتغنى شعراء العرب الأقحاح بالسيف والحسام.
ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
ألم يقولوا إن السيف والعمل والجد أصدق من كل الأحاديث.
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
فرمزية أن يخرج سيف الملك من غمده كبيرة ولافتة، وتدل على حب الملك للعمل والانجاز وعدم التوقف فقط عند حدود الكلام.
ألم يقل ولي العهد في لقائه الأخير عن جلالة الملك أنه واضح صريح وأن ما يقوله في الغرف المغلقة هو ذاته الذي يقوله في العلن؟.
ألم نعايش خلال الخمسة والعشرين سنة الماضية مواقف الملك من القضايا العربية العادلة، بدءا من القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينين مرورا بحرب العراق ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية في صفقة القرن وقبلها البوابات الحديدية على أسوار المسجد الأقصى، وليس انتهاء بالموقف الواضح والصريح من عدوان الاحتلال على غزة.
فأعلن الملك موقفه الواضح والصريح والمبدأي مبكرا وتجلى ذلك في موقفه من أن تهجير الفلسطينيين عن أرضهم إعلان حرب.
