أخبار حياة – إذا كان في محفظتك شيك، وإن كنت في الاردن، فننصحك أن تتعامل مع الشيك باعتباره “وعد دفع” وليس ورقة رسمية تساوي الرقم الموجود فيه.
وعد بالدفع فقط، وهو ما أنتج خللا سوقيا عنيفا أسفر في النهاية إلى متاهات لا يكاد يعرفها إلا الأردنيون، أما في دول العالم يعرف الشيك بصفته أداة وفاء.
خارج حدود الأردن أن تحصل على شيك يعني أنك تحصل على المبلغ الموجود فيه في أي وقت تريده، فقط اذهب إلى البنك، وقدم الشيك.
في الأردن الأمر أكثر تعقيدا بكثير؛ أنت حين تحصل على شيك يعني أنك حصلت على وعد بالدفع أو اعتراف في أحسن تقدير.
فها هنا الشيك ورقة إئتمان، ما يعني أننا أمام إساءة استخدام بشعة للشيك وما تعارف عليه الناس في هذا العصر.
أما نظامنا التجاري فقد استقر به الحال معترفا بهذا المعنى: “الوعد”، هنا صار بإمكان ذوي النفوس الأمارة بالسوء أن تعمل الكثير.
إذا أردت ان تأسس شركة ما، مول مثلا، وادفع بالشيكات “الآجلة” ما تريد دفعه، ثم احصل على بضائع بملايين الدنانير، ثم أعلن إفلاسك، أو ربما الجأ إلى قانون الإعسار و الإعسار أدهى وأمر.
أفلست مؤسسات وجرى العبث بالاقتصاد الوطني جراء هذا الحال، استغلال النظام التجاري على حساب الدائن، نحن في ورطة مالية طامة، يسندها نظام عمل تجاري عجيب، فيه بإمكانه “الفاسدون” أن يطيحون بأحلامك وأموالك وأيامك برمشة إعسار.