مقدادي: سنعلن عن مؤشر خط الفقر حال الانتهاء من الدراسات
عايش: الأحداث السياسية والاقتصادية قد تكون سببا للتأخير
أخبار حياة – أوضح مساعد المدير العام للشؤون الفنية في دائرة الإحصاءات العامة، الدكتور تيسير مقدادي، أسباب تأخير إعلان مؤشر خط الفقر في الأردن عن موعده في نيسان الماضي، منذ العام 2017.
وأرجع مقدادي في حديثه لـ أخبار حياة، سبب تجاوز الموعد المعلن بـ 4 شهور تقريبًا؛ لعدم انتهاء الدراسات العلمية، حيث لم يتنهِ الفريق المختص والذي تعاقدت معه دائرة الإحصاءات العامة لمشاركتها في إتمام الدراسة من مهامه وعملياته.
ولم يحدد مقدادي موعدًا صريحًا لانتهاء وإعلان مؤشر خط الفقر في الأردن، حيث اكتفى معلقًا “حين الانتهاء سنقوم بإعلانه للأردنيين”.
ويرى الخبير الاقتصادي، حسام عايش في حديث لـ أخبار حياة، أن إعلان الحكومة لمؤشر الفقر في الأردن يُبنى على تقديرات الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أما في حالة الحكومة الحالية، قد يكون تأخير إعلانه رغبة منها لتوريثه للحكومة اللاحقة والهرب من الانتقاد المجتمعي، أو لأن الانتخابات البرلمانية اقترب موعدها، أو حتى لأسباب جيوسياسية، وفق عايش.
وأوضح أن الحديث الرسمي عن مؤشر الفقراء في الوقت الحالي، قد يظهر خللًا في أولويات التنمية التي تعمل عليها الحكومة.
• جدلية الأرقام ــ
وكانت الحكومة، أعلنت في نيسان 2019، أن نسبة الفقر المطلق بين الأردنيين وصلت إلى 15.7%، وتمثل 1.069 مليون أردني، فيما بلغت نسبة فقر الجوع (المدقع) في الأردن 0.12%؛ أي ما يعادل 7993 فردًا أردنيًا.
وفي حزيران عام 2022، كان وزير التخطيط آن ذاك، ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية حاليًا، ناصر الشريدة، قد أكد أن إصدار التقرير النهائي عن معدلات الفقر سيكون خلال الثلث الأول من عام 2023.
وقال الشريدة، إن العمل الميداني لمسح نفقات ودخل الأسرة الحالي بدأ في 24 تشرين الأول 2021، في محافظات المملكة كافة، وجرى الانتهاء من جمع بيانات الجولة الأولى والثانية؛ أي ما يعادل 50% من العينة الكلية للمسح.
وقدّر الوزير في آب 2021، نسبة الفقر في الأردن بـ24% “مرحليا”، في ارتفاع بلغ حوالي 6% بسبب تداعيات فيروس كورونا.
وفي تموز 2023، صدر تقرير”أطلس أهداف التنمية المستدامة للعام 2023″، والتي قدرت عدد الفقراء في الأردن 3 ملايين و980 ألف شخص، أي زهاء 35 % من عدد السكان.
واستندت الدارسة إلى معطيات خط الفقر الوطني لكل دولة في العالم، والمحدد للفرد الواحد في الأردن بـ7.9 دولار في اليوم.
• مثار قلق ــ
الكاتب الاقتصادي، عصام قضماني، قرع الجرس حول أرقام الفقر في الأردن التي تضمنها تقرير”أطلس – البنك الدولي لعام 2023″.
وقال في مقال نشرته يومية الرأي في شهر تموز الماضي، إن “هذه النتيجة ليست عشوائية، وهي تثير القلق مع أنه لا تؤيدها دراسات أخرى محلية”.
وتابع: ” لا يجب ان نقلل من خطر انزلاق جزء من الطبقة الوسطى إلى ما دون خط الفقر، لأن صعودها مجددًا سيحتاج الى جهد أكبر خلافًا لفرص صعود جزء من شريحة الفقراء إلى ما فوق خط الفقر بفضل تحسين فرص العمل والدخل والتعليم والمهارات”.
وأكمل :” هناك أدوات تعمل على منع اتساع شريحة الفقراء وهناك أدوات تكرس ذلك مثل صندوق المعونة الوطنية الذي يمنح المعونة ويسير بعكس برامج التعليم والتدريب وفرص العمل”.
واتفق الخيبر عايش قائلًا: “إن زيادة أعداد المنتفعين من صندوق المعونة الوطنية والذي تعتبره الحكومة مصدر تباهٍ؛ ليس نهجًا للحل، حيث إنها تأخذ جانب تمويل الفقر وليس محاربته”.
وينتفع من صندوق المعونة الوطنية نحو 220 ألف أسرة، وفق وزيرالتنمية الاجتماعية، وفاء بني مصطفى، مؤكدة أن عدد الأسر المستفيدة من برامج الدعم النقدي من صندوق المعونة الوطنية سيرتفع في 2024 – 2025 إلى 250 ألف أسرة.