حاتم الهرش يكتب: مع مجيء ترامب

حاتم الهرش

مع مجيء ترامب، يترقب عالمنا العربي حربا عالمية ثالثة! مع أن خطاب الرجل واضح قبل أن ينتخب: انتخبوني حتى أمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة!

في خطاب فوزه اليوم، أعلن ترمب بأنه سيجعل الجيش الأمريكي أقوى، وسيوقف الحروب! هذا النمط من الخطاب يستبطن إدراك الساسة الأمريكيين لتحول المجتمع الأمريكي في نظرته للحروب، تلك التي بات يربطها في تأثيرات سلبية اقتصادية. فالأمريكي اليوم معني برفاهيته الاقتصادية التي تتأثر بالدعم الأمريكي الخارجي هنا وهناك.

لم يفز ترمب من فراغ، بل لم يحقق نصرا تاريخيا ويحسم ولايات متارجحة تاريخيا لصالحه، ويسيطر على مجلسي الشيوخ والنواب إلا لأنه تعبير عن عقلية الأمريكي في نظرته للعالم. ربما سيدرس المؤرخون لاحقا، أن الليبرالية قضت على أمريكا، لأن هذا الطور من التحولات السياسية جعل الفرد الأمريكي في رخائه الاقتصادي، أهم من أمريكا الإمبراطورية أحادية القطب في العالم.

الإسرائيليون أنفسهم يدركون هذه المعادلة جيدا، ولذا فقد صرّح مسؤول إسرائيلي بأن نتنياهو قد ينهي الحرب لمنح ترامب نصرا دبلوماسيا سريعا. الإيرانيون لن يكونوا أسوأ من بوتين روسيا ولا كيم كوريا، وأعتقد أن المجال سيكون مفتوحا لمفاوضات، التقى فيها ترمب تاجر السياسة، مع الإيراني المفاوض.

ليس هذا فحسب، النصر التاريخي الذي حقّقه الجمهوريون كان ثمنا لأخطاء الديمقراطيين في إدارة الحرب على قطاع غزة، ليس فقط لأن الأمريكي كان يرى في كل ما يجري كُلفا اقتصادية يدفعها هو من جيبه، وإنما أيضا، لأن المسلمين الأمريكيين والعرب لعبوا دورا في هذه النتائج، ولذا فقد رأينا ترمب يشكرهم في خطابه قبل ساعات.

ليس معنى هذا كله، أن ترمب سيكون أفضل من هاريس، فالكل في السوء سواء، ولكن علينا أن نحدد مكامن خطورة كل منهما، ولذا ربما أننا سنتذكر هذه الجملة جيدا: ترمب رجل التسويات السياسية الخطيرة، لا رجل الحروب الخطيرة.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات